سورة البلد
معنى السورة : البلد : هو مكان من الأرض عامر بسكانه أو بأهله وغير عامر أي خال منهم .. وهذه اللفظة أي البلد تذكر وتؤنث وتجمع على «بلدان» أما «البلدة» فتجمع على بلاد ويجوز جمعها على بلدان أيضا وهي بمعنى البلد كذلك أو قطعة منه .. وخرج منها الفعل «بلد» نحو : بلد الرجل ـ يبلد ـ بلودا .. من باب «ضرب» بمعنى : أقام بالبلد ومصدره «بلدا» أيضا واسم الفاعل «بالد» أو بلد بالمكان : بمعنى : اتخذه بلدا .. ويقال : بلد الرجل .. بضم اللام ـ يبلد بلادة .. من باب «ظرف» فهو بليد ـ فعيل بمعنى فاعل ـ بمعنى : غير ذكي ولا فطن والبلادة عكس الذكاء. ويطلق البلد والبلدة على كل موضع من الأرض عامرا كان أو خلاء وقال تعالى في سورة «فاطر» : (إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ) بمعنى : إلى أرض ليس بها نبات ولا مرعى فيخرج ذلك بالمطر فترعاه أنعامهم فأطلق الموت على عدم النبات والمرعى وأطلق الحياة على وجودهما وفي قوله تعالى في سورة «الفرقان» : (بَلْدَةً مَيْتاً) بمعنى : بلدا ميتا فهنا جاءت لفظة «ميتا» صفة لبلدة وفي الآية الكريمة التي قبلها جاءت صفة لبلد وذلك لأن «ميتا» يستوي فيه المذكر والمؤنث ولأن «البلد» تذكر وتؤنث أيضا. أما «البلاد» فهي جمع «بلد» و «بلدة» وتعني القطر أو الوطن الواحد نحو «بلاد العالم» أي كل بمفردها .. والبلدان : جمع «بلد» و «بلدة» أيضا وتأتي على معنى مجموع الأقطار أو الأوطان نحو «بلدان العالم» أي معتبرة معا.
تسمية السورة : سميت إحدى سور القرآن الكريم بسورة «البلد» تكريما وتشريفا لأكرم البلدان. البلد الحرام وهي مكة المكرمة ـ البلد الطيب ـ الآمن وآيتها الكريمة الأولى : (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ) وبعدها : (وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ) صدق الله العظيم. أي أقسم سبحانه بهذا البلد الكريم وأنت يا محمد حال به.