سورة الشرح ـ الانشراح
معنى السورة : الشرح : هو التوسعة والفسح والتفسير. يقال : شرح الله صدره للإسلام ـ يشرحه ـ شرحا .. من باب «قطع» بمعنى : وسعه وفسحه لقبول الحق. ويصغر المصدر «شرح» على شريح وبه سمي القاضي : شريح وكني به أيضا ومنه : أبو شريح واسمه : خويلد بن عمرو الكعبي العدوي ومنه اشتق اسم المرأة شراحة الهمدانية وهي التي جلدها علي ورجمها. ويقال : شرحت الحديث أو الشيء الغامض أشرحه ـ شرحا ـ من الباب نفسه : بمعنى : فسرته وبينته وأوضحت معناه وكشفته. والشرح : هو الكشف. وشرح صدره للشيء أو بالشيء : بمعنى : سره به وطيب نفسه ولهذا قيل : شرح الله صدر المؤمن للإسلام : أي وسعه لقبول الحق.
تسمية السورة : سميت إحدى سور القرآن الكريم «الشرح» تيمنا بآيتها الأولى وإكراما للرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حين خاطبه الله عزوجل بقوله الكريم : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) صدق الله العظيم. المعنى : شرحنا أي وسعنا وأفسحنا لك صدرك يا محمد أي قلبك لقبول النبوة والهدى والايمان وملأناه علما وحكمة وهو كناية عن السرور أي أزلنا ضيق الغموض أي بعد أن كان ضيقا لما تشعر به من جهل الحقائق .. أو فسحنا لك صدرك حتى وسع هموم النبوة أو حتى احتمل المكاره التي يتعرض لك بها كفار قومك. وسميت السورة الشريفة أيضا بمصدر الفعل «انشرح» وهو «الانشراح» وهو بمعنى : طيب النفس والسرور والفعل «انشرح» مطاوع .. أي موافق الفعل «شرح» لأننا نقول : شرح الله صدره للإسلام شرحا فانشرح انشراحا .. بمعنى : وسّع الله قلبه لقبول الخير والحق فاتسع اتساعا. وقيل : المعنى : فسحناه حتى وسع هموم النبوة ودعوة الثقلين جميعا أي الإنس والجن وأزلنا عنه الضيق والحرج.
فضل قراءة السورة : قال مهبط الوحي والتنزيل رسول الله الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من قرأ سورة «ألم نشرح» فكأنما جاء بي وأنا مغتم ففرج عني» صدق رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ