(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (٥)
(فَإِنَّ مَعَ) : الفاء سببية أو عاطفة على محذوف للتعليل بمعنى : فلا تيأس من فضل الله فإن .. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. مع : ظرف مكان يدل على الاجتماع والمصاحبة متعلق بخبر «إن» في محل نصب على الظرفية وهو مضاف.
(الْعُسْرِ يُسْراً) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. يسرا : اسم «إن» مؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة ويجوز أن تكون «مع» حرف جر فيكون الجار والمجرور في محل رفع خبر «إن» المقدم.
** (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأولى .. والاستفهام فيه يفيد نفي ما بعده ولزوم ثبوته لأن نفي النفي إثبات أو هو استفهام إنكاري للنفي مبالغة في الإثبات لأن الاستفهام جاء عن انتفاء الشرح على وجه الإنكار فأفاد إثبات الشرح وإيجابه فكأنه قيل : شرحنا لك صدرك ولهذا عطف عليه «ووضعنا».
** (وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية .. المعنى : وحططنا أو أزلنا عنك حملك الثقيل .. يقال : وزر ـ يزر ـ وزرا .. من باب «وعد» بمعنى حمل و «الوزر» بكسر الواو هو الحمل وجمعه أوزار : أي أحمال أو أثقال والمراد به في الآية : الجهل والحيرة.
** (وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة .. المعنى : ورفعنا لك ذكرك بإيتاء النبوة وجعلك هاديا لأمم لا يحصى عددها إلى يوم القيامة وفي القول الكريم إشارة إلى منزلة الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عند الله عزوجل ورفع ذكره : أي قرن بذكر الله في كلمة الشهادة والأذان وفي مواضع من القرآن وفي تسميته رسول الله بعد إيتائه النبوة.
** (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) : هذا القول الكريم المكرر هو نصا الآيتين الكريمتين الخامسة والسادسة .. والعسر : ضد اليسر .. وهما لا يجتمعان فيكون التقدير : إن مع انقضاء العسر يسرا .. فحذف المضاف «انقضاء» اختصارا أو أن الله تعالى يصيبهم بيسر بعد العسر الذي كانوا فيه بزمان قريب. والآية الكريمة الثانية مؤكدة للآية الكريمة الأولى لتقرير معناها في النفوس وتمكينها في القلوب .. ونكرت «يسرا» للتفخيم أي يسرا عظيما.
** سبب نزول الآية : لما نزلت هذه الآية الكريمة قال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فيما أخرجه ابن جرير عن الحسن البصري : «أبشروا أتاكم اليسر لن يغلب عسر يسرين» ونزلت الآية الكريمة حين عير المشركون المسلمين بالفقر .. فكان معنى القول : هو إن مع كل عسر شدة يسرا آخر .. ففي مواجهة كل عسر يسران.
(إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (٦)
تعرب إعراب الآية الكريمة الخامسة.