سورة العلق
معنى السورة : العلق : جمع «علقة» بفتح العين واللام وهي قطعة جامدة من الدم وقيل : العلق : هو الدم الغليظ والقطعة منه : علقة وقوله عزّ من قائل : (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ) وإنما خلق الإنسان من علقة والسبب في ذلك أن الإنسان هنا بمعنى الجمع أو المراد : جنس الإنسان .. وجيء بالجمع لتناسب رءوس الآي الشريف ـ فواصل الآيات ـ ويقال : علقت المرأة .. من باب «طرب» بمعنى : حبلت. قال عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ : «حدثنا رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وهو الصادق المصدوق قال : إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمة أربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله ملكا إليه في الطور الرابع حين يتكامل بنيانه وتتشكل أعضاؤه فيؤمر بأربع كلمات يكتبها ويقال له : اكتب عمله ورزقه وأجله ـ طويلا أو قصيرا ـ شقيا أو سعيدا ثم ينفخ فيه الروح .. وتبارك الله العظيم الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم : أي في أحسن هيئة وشكل ومنتصبا وفضله على بقية الخلق أجمعين.
تسمية السورة : لقد كرم الله تعالى الإنسان وشرفه في تسمية إحدى سور القرآن الكريم بسورة العلق لأن قوله تعالى (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ) هو تخصيص للإنسان بالذكر من بين ما يتناوله الخلق لأن التنزيل إليه وهو أشرف ما على الأرض وهو تفخيم له ودلالة على عجيب فطرته ـ أي خلقه ـ والآية الكريمة الأولى من هذه السورة الشريفة هي (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) وبعدها : (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ) صدق الله العظيم. والخلق هو أولى النعم. والمخاطب هو الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ.
فضل قراءة السورة : قال الرسول الأكرم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من قرأ سورة «العلق» أعطي من الأجر كأنما قرأ المفصل كله» صدق رسول الله. وقيل : نزل صدر هذه السورة الشريفة أول ما نزل من القرآن الكريم أما بقية السورة فهو متأخر النزول بعد انتشار دعوة الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بين قريش وتحرشهم به وإيذائهم له ـ صلىاللهعليهوسلم ـ