** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة في أبي جهل إذ قال لعنه الله للرسول الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أتزعم من استغنى طغى؟ إشارة إلى قوله تعالى : (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى) فاجعل لنا جبال مكة فضة وذهبا لعلنا نأخذ منها فنطغى فندع ديننا .. ونتبع دينك. فنزل جبريل ـ عليهالسلام ـ فقال : إن شئت فعلنا ذلك ثم إن لم يؤمنوا فعلنا بهم ما فعلنا بأصحاب المائدة فكف رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عن الدعاء إبقاء عليهم.
** (إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة .. المعنى : الرجوع وهي مصدر كالبشرى. وقيل : الرجعى .. توافقا مع الفواصل ـ أي رءوس الآي ـ «عبدا إذا صلى» و «كذب وتولى» وفي القول الكريم تهديد للإنسان وتحذير من عاقبة الطغيان والقول واقع على طريقة الالتفات إلى الإنسان.
** (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة .. المعنى أخبرني عن حال هذا الرجل الذي ينهى عبدنا ـ أي محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عن الصلاة أو يكون المخاطب هو الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أي أخبرني يا محمد عمن ينهى بعض عباد الله عن صلاته وفي القول يراد : أبو جهل لعنه الله. وقيل : كان رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يصلي فجاءه أبو جهل فنهاه. وقال الزمخشري : قيل ـ كما يروى عن الحسن ـ أن المقصود هو أمية بن خلف كان ينهى سلمان عن الصلاة.
** (كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة عشرة .. السفع : هو القبض على الشيء وجذبه بشدة. يقال : سفع بناصيته ـ يسفع ـ سفعا ـ من باب «قطع» بمعنى أخذ بشعر رأسه ـ أو مقدمة شعر رأسه ـ وجذبه بشدة. وأصل اللفظة هو «نسفعن» أبدلت نون التوكيد الخفيفة ألفا عند الوقوف عليها وهي تالية فتحة كما في التنوين وقيل : يجب في الوقف قلب النون الساكنة ألفا في نون التوكيد الخفيفة الواقعة بعد الفتحة ووقف الجميع عليها بالألف وقيل : تكتب في الخط ألفا لأنها كالتنوين. والناصية : هي مقدم شعر الرأس. والأصل : بناصيته .. ولما علم أنها ناصية أبي جهل اكتفي بلام العهد عن الإضافة.
** (ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة عشرة و «ناصية» بدل من «الناصية» السابقة ووصفها بالكذب والخطأ جاء على الإسناد المجازي وهما في الحقيقة لصاحبها وهي أبلغ من القول : ناصية كاذب خاطئ أي آثم.
** (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة عشرة .. المعنى : فليدع أهل ناديه أي قومه المجتمعين في مجلسه فحذف المضاف «أهل» وأقيم المضاف إليه «ناديه» مقامه وانتصب على المفعولية وهو مثل قوله تعالى : «اسأل القرية» يعني أهل القرية.
** سبب نزول الآية : أخرج أحمد والترمذي وغيرهما عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : كان النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يصلي فجاءه أبو جهل فقال : إنك لتعلم ما بها ناد أكثر مني. فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ) بمعنى : فليطلب رجال قومه وناديه ومجلسه وسندعو الزبانية أي الملائكة الموكلين بتعذيب الكفار في جهنم ليتولوا تعذيبه. وفي القول الكريم تهديد واضح.
(الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) (٤)