سورة القدر
معنى السورة : القدر ـ بفتح الدال وسكونها : هو ما يقدره الله من القضاء. وقيل : الفتح أي فتح الدال : أفصح في هذا المعنى. وقدر الشيء : معناه : مبلغه ويجوز فتح الدال ومنه قدر الله. و «قدره» بسكون الدال هو في الأصل مصدر كما جاء في قوله تعالى في سورة «الأنعام» : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) بمعنى : وما عظموه حق تعظيمه. ويقال : ما لي عليه مقدرة ـ بكسر الدال وفتحها ـ بمعنى : قدرة ومنه قولهم المقدرة تذهب الحفيظة أي الغضب وهذا رجل ذو مقدرة ـ بضم الدال : بمعنى : ذو يسار وأما إذا أريد القضاء والقدر فيقال : المقدرة ـ بفتح الدال فقط. ويقال : قدر الشيء ـ يقدره ـ قدرا ـ من بابي «ضرب» و «نصر» بمعنى : قدره .. من التقدير.
تسمية السورة : ونظرا لخطر هذه الليلة المباركة وشرفها على سائر الليالي ولتقدير الأمور فيها كقوله تعالى في سورة «الدخان» : (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) فقد كرمها الله وشرفها بتسمية إحدى سور القرآن الكريم بها .. وفيها نزل القرآن الكريم وقيل : سبب إنزال القرآن الكريم في هذه الليلة المباركة هو أنه أنزل جملة واحدة من السماء السابعة إلى السماء الدنيا وأمر السفرة الكرام بانتساخه في ليلة القدر وكان جبريل ـ عليهالسلام ـ ينزل على رسول الله محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ نجوما نجوما. وليلة القدر في أكثر الأقاويل : في شهر رمضان واختلفوا في وقتها ؛ ولعل الداعي إلى إخفائها هو أن يحيي من يزيدها الليالي الكثيرة طلبا لموافقتها فتكثر عبادته ويتضاعف ثوابه وأن لا يتكل على الناس عند إظهارها على إصابة الفضل فيها فيفرطوا في غيرها.
فضل قراءة السورة : قال أبلغ البلغاء ـ بلغاء العرب والعجم ـ محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من قرأ سورة «القدر» أعطي من الأجر كمن صام رمضان وأحيا ليلة القدر» وقال صلىاللهعليهوسلم : «من صلى في هذه الليلة مائة ركعة أرسل الله إليه مائة ملك .. ثلاثون يبشرونه بالجنة وثلاثون يؤمنونه من عذاب النار