سورة البينة
معنى السورة : البينة : مؤنث «البين» وهو الدليل والحجة .. وجمعها : بينات .. ومنه قيل : «آيات الله البينات» بمعنى : الواضحات بالأدلة والحجج .. وهي من «بين» بيانا ـ من باب «باع» أي اتضح فهو بين ومثله : أبان الشيء فهو مبين ـ اسم فاعل ـ وجاء «بائن» اسم فاعل للفعل «بان» على الأصل. وأبان إبانة وبين وتبين تبينا واستبان استبانة : كلها بمعنى : الوضوح والانكشاف والظهور والاسم منها : البيان .. وجميعها يستعمل لازما ومتعديا إلا الثلاثي فلا يكون إلا لازما. ويقال : بان الشيء : إذا انفصل فهو بائن ـ اسم فاعل ـ أما «البيان» فهو ما يتبين به الشيء من الدلالة والفصاحة وغيرها وتعني أيضا المنطق الفصيح. وهو أن البيان أحد فروع البلاغة العربية. قال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إن من البيان لسحرا .. أي إن بعضه سحر .. يضرب في استحسان المنطق وإيراد الحجة البالغة.
تسمية السورة : سمي الله سبحانه إحدى سور القرآن الكريم بالبينة تشريفا وتكريما للرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لأن المقصود بالبينة وهي الدلالة والحجة والبرهان هو رسول الله محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وقيل : المراد بها هنا : القرآن الكريم. وفي آيتها الكريمة الأولى جاء قوله تعالى : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ) صدق الله العظيم. قيل : المراد هنا : القرآن أو النبي محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ.
فضل قراءة السورة : قال أفضل الخلائق محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من قرأ «لم يكن ..» كان يوم القيامة مع خير البرية مساء ومقيلا» صدق رسول الله .. وقوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : مع خير البرية مساء ومقيلا : معناه : مع خير الخليقة أو مع أفضلها من «برأه ـ يبرأه ـ برءا» : بمعنى : خلقه .. والفعل من باب «قطع» والبارئ ـ اسم فاعل ـ بمعنى الخالق وهو اسم من أسماء الله الحسنى. أما «مقيلا» فهو مصدر الفعل «قال» يقيل ـ قيلا ومقيلا : بمعنى : نام في منتصف النهار وهو أيضا موضع القيلولة أي الاستراحة في الظهيرة أو النوم فيها. وجاء