سورة العاديات
معنى السورة : العاديات : جمع «عادية» وهو اسم فاعل بمعنى : الجاريات أو الراكضات أو الواثبات وفعلها : عدا ـ يعدو ـ عدوا في مشيه .. من باب «قال» بمعنى : قارب الهرولة وهو دون الجري وفلان له عدوة شديدة وهو عداء ـ فعال بمعنى : فاعل ـ بمعنى : شديد العدو جيده. والمراد بالعاديات في السورة الشريفة : الخيل العاديات أي المغيرات فحذف الموصوف «الخيل» وأقيم النعت العاديات» مقامه.
تسمية السورة : وردت لفظة «العاديات» مرة واحدة في القرآن الكريم سميت بها إحدى سور القرآن الكريم وآيتها الأولى : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) المعنى : ورب العاديات أي أقسم سبحانه بخيل الغزاة وهي تعدو فتضبح أي تجري أو تركض بمعنى : الخيل الراكضات ومفردها : عادية وقيل : هي الإبل إلا أن المعنى الأول أشهر والضبح هو صوت أنفاسها عند جريها من شدة الركض. قال أبو عبيدة : ضبحت الخيل ـ تضبح ـ ضبحا .. مثل ضبعت ـ تضبع ـ ضبعا وهو أن تمد أضباعها في سيرها : أي أعضادها ـ جمع عضد ـ وهو ما بين المرفق إلى الكتف.
فضل قراءة السورة : قال الشاعر سيوف العدل والحق والإيمان الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من قرأ سورة «العاديات» أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من بات بالمزدلفة وشهد جمعا» صدق رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وقال ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة. وقال ـ صلىاللهعليهوسلم ـ في رجل اسمه «زيد الخيل» وفد عليه وأسلم : ما وصف لي رجل فرأيته إلا كان دون ما بلغني إلا زيد الخيل. وسماه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : زيد الخير. وسمي الخيل بالمال والخير أو سمي الخيل : خيرا كأنها نفس الخير لتعلق الخير بها. والخيل : هي جماعة الأفراس وهي لفظة مؤنثة لا واحد لها ـ لا مفرد ـ لها من لفظها وتجمع على «خيول». وقيل : المعنى : أقسم سبحانه بخيل المجاهدين التي تعدو. و «العاديات» من العدو : وهو الجري. أي والخيل الجاريات.