سورة القارعة
معنى السورة : القارعة : مؤنث «القارع» اسم فاعل للفعل «قرع ـ يقرع ـ قرعا» من باب «قطع» نحو : قرع الباب : أي طرقه ونقر عليه والمقرعة ـ بكسر الميم ـ اسم آلة أما «قارعة الطريق» فهو موضع قرع المارة .. ويقال : قرع الفناء ـ يقرع ـ قرعا من باب «طرب» بمعنى : خلا من الغاشية ويقال : نعوذ بالله من قرع الفناء وصفر الإناء. وقال ثعلب : نعوذ بالله من قرع الفناء ـ بسكون الراء ـ على غير قياس ـ وفي الحديث عن عمر ـ رضي الله عنه ـ : «قرع حجكم» بمعنى : خلت أيام الحج من الناس .. وقارعة الدار : هي ساحتها. وذكر الرازي أيضا : وجمع «قارعة» هو قوارع .. ومنه قوارع القرآن : بمعنى : الآيات التي يقرؤها الإنسان إذا فزع من الجن مثل آية الكرسي كأنها تقرع الشيطان. وقارعه ـ تقريعا : بمعنى : عنفه ووبخه. أما الفعل «قرع» بكسر الراء أي من باب «طرب» نحو : قرع الرجل فمعناه : ذهب شعر رأسه فهو أقرع. ومن معاني «القارعة» أيضا : الشديدة من شدائد الدهر وهي الداهية وهو ما ذهب إليه معنى السورة.
تسمية السورة : سميت إحدى سور القرآن الكريم بالقارعة لهولها وهي اسم للقيامة وهي مثل الصاخة والطامة والحاقة وآياتها الثلاث : (الْقارِعَةُ (١) مَا الْقارِعَةُ (٢) وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ) صدق الله العظيم. ومعناها : التعجب .. أي عجب الله تعالى من هول يوم القيامة أي ما أعظمه! ويلاحظ أن هذه اللفظة وردت ثلاث مرات في السورة الشريفة نفسها كما وردت في القرآن الكريم مرتين : في سورتي «الرعد» و «الحاقة» واللفظة «القارعة» مثل «الطارق» و «الطارقة» وزنا ومعنى أي يوم القيامة التي تقرع الناس بالذعر والإفزاع والأهوال .. وتقرع السماء والأجرام السماوية بالانشقاق والانفطار والأرض والجبال بالدك والنسف والنجوم بالطمس والانكدار .. والانفطار : هو التشقق والانتشار. وقيل في الأمثال : فلان لا تقرع له العصا : يضرب للمحنك المجرب الحكيم. وأصله أن