سورة العصر
معنى السورة : العصر : يرمز إلى مفردات ومعان شتى .. فهو الدهر .. وهو اليوم أو الليلة أو آخر النهار إلى الشفق ـ أي احمرار الشمس ـ وشاع استعماله مع وقت من أوقات الصلاة بل سمي بها أو سميت به فقيل : حان وقت صلاة العصر .. أو أذن لصلاة العصر. و «العصر» إذا وردت مع الصلاة فهي مؤنثة وإن جاءت منفردة أي بدون ذكر الصلاة فهي تذكر وتؤنث .. أما «العصران» فهما الغداة والعشي. وتجمع كلمة «العصر» على «أعصر» وهو جمع قلة .. وعصور .. وهو جمع كثرة. وقيل : العصران إضافة لما تقدم مثنى «العصر» أي هما الليل والنهار نحو أتى عليه العصران. قال الشاعر وهو يستعمل جمع الكثرة :
تعففت عنها في العصور التي مضت |
|
فكيف التصابي بعد ما خلا العمر |
وقال آخر في جمع القلة :
تذكرت ليلي والشبيبة أعصرا |
|
وذكر الصبا نوح على من تذكرا |
وفي رواية : وذكر الصبا برح : بمعنى : شدة.
تسمية السورة : كرم سبحانه وتعالى صلاة العصر فسمى إحدى سور القرآن الكريم بسورة «العصر» لفضلها وقال عزّ من قائل في آيتها الكريمة الأولى : (وَالْعَصْرِ) أي أقسم سبحانه بصلاة العصر لفضلها أو وحق صلاة العصر فحذف المضاف المقسم به «صلاة» وأقيم المضاف إليه «العصر» اختصارا لأنه معلوم ولفضله بدليل قوله تعالى في سورة «البقرة» : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) صدق الله العظيم. أي وصلاة العصر. وقيل : قد يكون القسم بعصر النبوة أو بالدهر لاشتماله على الأعاجيب لأن «العصر» مرادف للدهر.
فضل قراءة السورة : قال المختص بجوامع الكلم وروائع الحكم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من قرأ سورة «والعصر» غفر الله له وكان ممن تواصى