سورة الفلق
معنى السورة : الفلق ـ بفتح الفاء واللام ـ هو ضوء الصبح وقيل : هو الصبح بعينه ـ وقيل : هو الخلق كله .. يقال : فلقته ـ أفلقه ـ فلقا .. من بابي «نصر» و «ضرب» بمعنى شققته فانفلق. وسمي ضوء الصبح فلقا أو فرقا لأن الله يفلق عنه ويفرق .. و «الفلق» بصيغة «فعل» بمعنى «مفعول» ومنه القول : هو أبين من فلق الصبح ومن فرق الصبح. وقيل : الفلق : هو كل ما يفلقه الله تعالى كالأرض عن النبات والجبال عن العيون .. والسحاب عن المطر .. والأرحام عن الأولاد وقولهم : الفلق : هو واد في جهنم أو جب فيها مبعثه .. من قولهم لما اطمأن من الأرض : الفلق. وجمعه : فلقان. وقال أحد الصحابة : بيت في جهنم إذا فتح صاح جميع أهل النار من شدة حره. وقالوا في أمثالهم هو أبين من فلق الصبح ومن فرق الصبح. والفلق هو الخلق .. ومنه قولهم : لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة. و «الفلق» أيضا تطلق على مقطرة من خشب يحبس فيها الناس.
تسمية السورة : سميت إحدى سور التنزيل الحكيم بسورة «الفلق» للعناية والأهمية. وهذه اللفظة وردت في قول عائشة : أول ما بدئ به رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من الوحي : الرؤيا الصالحة في النوم فكان ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ـ أي مثل ضيائه ـ ثم حجب إليه الخلاء ـ أي الخلوة ـ وكان يخلو بغار حراء. وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت أيضا : أخذ رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بيدي فأشار إلى القمر فقال : تعوذي من شر هذا فإنه الغاسق إذا وقب. ووقوبه : دخوله في الكسوف واسوداده قال ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وذلك حين نزلت الآية الكريمة (وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ) والغاسق هو الليل إذا اعتكر ظلامه من قوله تعالى : (إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) ووقوبه : دخوله في كل شيء.
فضل قراءة السورة : قال المبعوث إلى خير الأمم السراج الوهاج محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من قرأ المعوذتين .. فكأنما قرأ الكتب التي أنزلها الله