سورة الصف
معنى السورة : الصف : لفظة تأتي مصدرا واسما من الفعل «صف» نحو : صف الشيء ـ يصفه صفا .. من باب «رد» بمعنى : أقامه صفا. وصف القوم : أي أقامهم صفا فاصطفوا. و «الصف» جمعه : صفوف. ومن معاني الفعل أيضا .. يقال : صف الشيء ـ يصفه ـ صفا أي نظمه طولا مستويا .. واسم الفاعل هو صاف. واسم المفعول هو مصفوف .. وقد يستعمل الفعل «صف» لازما ومتعديا نحو : صففت الجند : بمعنى : أقمتهم صفوفا في الحرب فصفوا هم. وصف الطائر ـ يصف أيضا : أي بسط جناحيه في طيرانه فلم يحركهما وفي حديث : «كل ما دف ودع ما صف» أي كل ما لا يحرك جناحيه في طيرانه كالحمام .. ولا تأكل ما صف جناحيه كالنسر والصقر .. أما «المصف» بفتح الميم والصاد فهو موقف الحرب وجمعه مصاف .. وهذه اللفظة ممنوعة من الصرف.
تسمية السورة : سمى سبحانه إحدى سور القرآن المجيد بهذه اللفظة «الصف» وقد أطلقها على المؤمنين الساعين إلى نشر دينه جلت قدرته وهو الإسلام وجاءت الكلمة في آية من آيات هذه السورة في قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) صدق الله العظيم. وفي سبيله : بمعنى : في سبيل نشر دينه وهو الإسلام وإعزاز كلمته نزلت هذه الآية الكريمة يوم ولى المسلمون الأدبار يوم أحد تبكيتا لهم بعد أن قالوا : لو علمنا أحب الأعمال إلى الله لبذلنا فيه أموالنا وأنفسنا. فأراد الله تعالى منهم أن يعلموا أن الله يحب الذين يعزون دينه ويقاتلون في سبيله كأنهم في تساندهم وتماسكهم بنيان متين لا منفذ فيه لاقتحام عدو .. أي يقاتلون صفوفا متراصة أو بمعنى : صافين أنفسهم أو مصفوفين.
فضل قراءة السورة : قال الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من قرأ سورة «الصف» كان عيسى مصليا عليه مستغفرا له ما دام في الدنيا وهو يوم القيامة رفيقه» صدق رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وأخرج الإمام أحمد عن عبد الله بن