إن لم تغلب فارس في سبع سنين ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لم فعلت؟ فكلّ ما دون العشر بضع ، فكان ظهور فارس على الروم في تسع سنين ، ثمّ أظهر الله الروم على فارس زمن الحديبيّة ، ففرح المسلمون بظهور أهل الكتاب (١).
وكالإخبار بأنّ المتخلّفين عن غزوة تبوك لا يقاتلون بعد ذلك معه أبدا ، حيث أنزل الله سبحانه : (فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا) (٢) فكان كذلك.
وأنّ أبا لهب وغيره من أهل النار ، لعدم ايمانهم به صلىاللهعليهوآله أبدا ، فكان كذلك كما قد أخبر عنه بقوله في أبي لهب : (سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ) وفي امرأته : (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) (٣).
وفي غيرهما من المنافقين : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (٤).
وأنّ المشركين الذين كانوا بصدد معارضة القرآن لا يقدرون على ذلك أبدا ، حيث عنى ذلك بقوله سبحانه : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ) (٥).
وقوله سبحانه : (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا) (٦) ، وفيه الإعجاز من وجهين فلا تغفل.
__________________
(١) مجمع البيان ج ٥ ص ٨ مع تفاوت يسير في الألفاظ.
(٢) التوبة : ٨٣.
(٣) المسد : ٣ ـ ٤.
(٤) البقرة : ٦.
(٥) الإسراء : ٨٨.
(٦) البقرة : ٢٤.