وأنّ العداوة والبغضاء قائمة بين اليهود والنصارى كما قال سبحانه : (وَأَلْقَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ) (١) ، أى الحرب للمسلمين.
وروى أنّه لمّا فتح رسول الله صلىاللهعليهوآله مكّة ، ووعد أمّته ملك فارس والرّوم قالت المنافقون واليهود ، هيهات من أين لمحمّد ملك فارس والروم ، ألم يكفه المدينة ومكّة حتى طمع في الروم وفارس؟! فنزل قوله تعالى : (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ) الآية (٢).
ويقال : إنّها نزلت يوم حفر الخندق حين ظهرت صخرة مروة (٣) بيضاء كسرت معاولهم إلى أن أرسلوا سلمان إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فأخبره بذلك ـ فهبط رسول الله صلىاللهعليهوآله مع سلمان الخندق ، وأخذ المعول من يد سلمان فضربها به ضربة صدعها (٤) ، وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها حتّى لكأنّ مصباحا في جوف بيت مظلم ، فكبّر رسول الله صلىاللهعليهوآله تكبيرة ، وكبّر المسلمون ، ثمّ ضربها رسول الله صلىاللهعليهوآله ثانية فكسرها ، وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها حتّى لكأنّ مصباحا في جوف بيت مظلم ، فكبّر رسول الله صلىاللهعليهوآله تكبيرة فتح ، وكبّر المسلمون ، ثمّ ضربها صلىاللهعليهوآله ثالثة فأضاء كذلك ، وكبّروا جميعا ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ضربت ضربتي الاولى فبرق الّذى رأيتم ، أضائت لي منها قصور الحيرة ، ومدائن كسرى كأنّها أنياب الكلاب. فأخبرنى جبرئيل أنّ أمّتي ظاهرة عليها ، وأضائت في الضربة الثانية قصور الحمير من أرض الروم ، وأخبرنى جبرئيل أنّ أمّتي ظاهرة عليها ، وأضائت في
__________________
(١) المائدة : ٦٤.
(٢) آل عمران : ٢٦.
(٣) المروة : واحدة المرو حجارة صلبة تعرف بالصّوان.
(٤) صدع الشيء : شقّه ولم يفترق.