وأبي داود (١) والنسائي (٢) ، بأسانيدهم ، عن عمر بن الخطّاب قال : سمعت هشام (٣) بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآله فاستمعت لقرائته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلىاللهعليهوآله فكدت أساوره (٤) في الصلاة ، فتربّصت حتّى سلّم فلبّبته بردائه ، فقلت : من أقرأك هذه السورة الّتى سمعتك تقرأها؟ قال : أقرأنيها رسول الله صلىاللهعليهوآله فقلت : كذبت ، فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قد أقرأنيها على غير ما قرأت ، فانطلقت به أقوده الى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقلت : إنّي سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرأنيها ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : كذلك أنزلت ، ثمّ قال : اقرأ يا عمر ، فقرأت القراءة الّتى أقرأنيها ، فقال صلىاللهعليهوآله : كذلك أنزلت ، إنّ هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسّر منه (٥).
قال في «جامع الأصول» أخرجه الجماعة ، وقال الترمذي : هذا حديث صحيح.
وروى مسلم ، والتّرمذي (٦) ، وأبو داود ، والنسائي في صحاحهم ، جميعا عن أبيّ (٧) بن كعب ، قال : كنت في المسجد ، فدخل رجل وصلّى ، فقرأ قراءة
__________________
(١) أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني المحدث المتوفى بالبصرة سنة (٢٧٥).
(٢) النسائي احمد بن على بن شعيب المحدّث الحافظ المتوفى سنة (٣٠٣).
(٣) هشام بن حكيم حزام بن خويلد ، صحابى ابن صحابى أسلم يوم فتح مكّة توفى بعد سنة (١٥) ـ الاعلام ج ٩ ص ٨٣.
(٤) ساور فلانا : واثبه أو وثب عليه.
(٥) أخرجه البخاري في ثلاثة مواضع من الصحيح : ج ٥ ص ٧٣ كتاب الخصومات الحديث (٢٤١٩) وفي ج ٩ ص ٢٣ كتاب فضائل القرآن الحديث (٤٩٩٢) و (٥٠٤١) ـ وأخرجه مسلم في الصحيح ج ١ ص ٥٦١ وفي مسند احمد بن حنبل ج ١ ص ٢٤.
(٦) الترمذي محمد بن عيسى المحدّث ولد سنة (٢٠٩) وتوفّى سنة (٢٧٩).
(٧) أبيّ بن كعب بن قيس الخزرجي المدني أبو المنذر ، صحابي كان قبل الإسلام من أحبار اليهود ، يكتب