القوى الشهوية ففي حرمته تردّد (١).
قلت : والأظهر هنا العدم بإطلاقه ، بل وفي ما كان عن بطر أيضا إلّا في موارد خاصّة ، ولتحقيق المسألة مقام آخر.
وثانيا : أنّ صدق اللهو بمجرّد صدق التلهّى وإن لم يكن لهوا بعيد جدّا ، ومع فرضه فالحكم غير منوط به قطعا ، ولذا لم يقل أحد بأنّ الصوت الخالي عن الترجيع ، بل معه أيضا إذا كان في غاية الكراهة والرداءة ، غناء ، أو أنّه حرام وإن لم يكن غناء ، لكونه صوتا لهويا.
لكنّه سلّمه الله ملتزم به.
بل التحقيق أنّ بين الصوت اللهوى والغناء عموم من وجه ، والقول بحرمة غير الثاني من الأوّل وحليّة غير الأوّل من الثاني في غاية الغرابة.
وأغرب منه ما جعله من تسويلات الشيطان ، فإنّ التفرّج والتنزّه ودفع الكسالة ببيت من الشعر ولو مع عدم الترجيع وكراهة الصوت ممّا ليس به بأس قطعا.
إذا عرفت مواقع عروض الشبهة في المسألة ودفعها ، وأنّه لا شبهة في حرمته ، وفي كونه من صفات الأصوات ، فاعلم أنّه قد يعرّف بأنّه الصوت المطرب ، كما عن «الإيضاح» و «السرائر» ، بل في «القاموس» : أنّه من الصوت ما أطرب به ، وفي «الصحاح» : أنّه من السماع ، وفي «المصباح» : أنّه مدّ الصوت والتطويل ، ومن شهادات «القواعد» وبعض كتب اللّغة : أنّه ترجيع الصوت ومدّه ، وعن بعض كتب الأصحاب : أنّه مدّ الصوت المشتمل على الترجيع المطرب ،
__________________
(١) المكاسب بتحقيق السيّد محمد كلانتر ط النجف ج ٤ ص ٢٤٤ ـ ٢٤٦.