شأنهم (١).
حيث إنّه صلىاللهعليهوآله قيّد الترجيع بخصوص المضاف إلى أحد الثلاثة فهو مصدر نوعي ، ولعلّ ذكر النوح والرهبانية عقيب الغناء من باب التنبيه على الخاصّ بعد ذكر العامّ ، سيّما مع كونهما من الأفراد الخفيّة ، فلعلّ المراد بترجيع الغناء هو الموجب لسرور والفرح والبطر ، وبالنوح هو الموجب للحزن ، فإنّ الطرب المصرّح به في كلمات أهل اللغة والفقهاء يشملهما.
ولذا قال في «القاموس» : إنّ تخصيص الطرب بالفرح وهم وفي «الصّحاح» : الطرب : خفّة تصيب الإنسان لشدّة حزن أو سرور ، وفي «الأساس» : هو خفّة سرور ، أو همّ.
بل صرّح بعض الأجلّة : بأنّه يفهم من كتب اللّغة أنّ التغنّي ، والتطريب ، والترجيع ، واللّحن ، والتغريد ، والترنّم ألفاظ متقاربة المعنى ، لأنّهم يذكرون بعضها في تفسير بعض ، ولعلّه لما سمعت.
والمراد بالرّهبانية (في الحديث) خصوص ما يستعمله الصوفيّة المبتدعة حيث إنّهم جعلوا التغنّي سببا لحصول ما يسمّونه عندهم بالوجد والشوق والحال ، والانبعاث ، ولهم في ذلك أقاويل ، وترّهات لا ينبغي تدنيس الكتاب بالتعرّض لها ، ولعلّ عليهم عمدة التعريض بقوله صلىاللهعليهوآله : «لا يجوز تراقيهم» أى ليس مقصودهم التقرّب به إلى الله ، ولا التدبّر في معاني القرآن ، بل هو مجرّد الصوت المتردّد في حناجرهم الموجب للإطراب.
والمراد بقوله صلىاللهعليهوآله : «قلوبهم مقلوبة» أى انقلبت وجوه قلوبهم من أعلى
__________________
(١) الكافي ج ٢ ص ٦١٤ باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن.