قال : «ما استوى رجلان في حسب ودين قطّ إلّا كان أفضلهما عند الله آدبهما».
قال : قلت : قد علمت فضله عند الناس في النادي والمجلس ، فما فضله عند الله؟ قال عليهالسلام : «بقراءة القرآن كما انزل ، ودعاءه الله من حيث لا يلحن ، فإنّ الدعاء الملحون لا يصعد الى الله تعالى (١).
قال : ويقرب منه قول الصادق عليهالسلام : «نحن قوم فصحاء إذا رويتم عنّا فأعربوه» (٢).
أقول : واللحن على ما في «الصحاح» و «القاموس» وغيرهما ، هو الخطأ في الإعراب ، وفي القراءة.
الى غير ذلك من الأخبار التي لا بأس فيها من ضعف في السند ، أو قصور في الدلالة ، بعد ما سمعت من توقّف صدق القراءة الصحيحة على مراعاة مواد الحروف وتمييزها ، ولو بالنسبة الى الحروف المشتركة في المخارج كالذال والزاى ، أو المتشابهة من حيث لحن العامّة كالغين والقاف ، والهاء والحاء ، وغيرها.
نعم : المحكيّ من أحد وجهي الشافعي عدم لزوم مراعاة المخرج في الضاد والظاء ، فتصحّ القراءة ، بل الصلاة أيضا مع إخراج كلّ منها من مخرج الآخر ، نظرا الى العسر والمشقّة.
وفيه : أنّ العسر والمشقّة اللازمين من أداء الحروف من مخارجها إن بلغ حدّا لا يتحمّل مثلها عادة ، أو انتفت معها القدرة فلا ريب في المعذوريّة ،
__________________
(١) عدّة الداعي ص ١٠.
(٢) بحار الأنوار ج ٢ ص ١٥١ وفيه : أعربوا كلامنا فإنّا قوم فصحاء.