وعرفا ، وضعفا ، واستعمالا ، ولعلّه لحن من العرب بتبديل أحدهما بالآخر.
ولذا قال في «المصباح المنير» : الضاد حرف مستطيل ، ومخرجه من طرف اللسان إلى ما يلي الأضراس ، ومخرجه من الجانب الأيسر أكثر من الأيمن ، والعامّة تجعلها ظاء فتخرجها من طرف اللسان وبين الثنايا ، وهي لغة حكاها الفرّاء (١) عن المفضّل (٢).
قال : ومن العرب من تبدّل الضاد ظاء فتقول : عظّت الحرب بنى تميم ، ومن العرب من يعكس فتبدّل الظاء ضادا ، فتقول : ضهيرة في الظهير.
وهذا وإن نقل في اللّغة وجاز استعماله في الكلام ولكن لا يجوز العمل به في كتاب الله تعالى لأنّ القراءة سنّة متبّعة ، وهذا غير منقول فيها انتهى كلامه.
أقول : وممّا مرّ يظهر أيضا فساد القول المحكي عن بعضهم من تبديل الضاد طاء مهملة ، أو دالا ، بل ربما يحكى عن عوام الخاصّة وعلماء العامّة من المصريين والشاميين حيث إنّهم نطقوا بها ممزوجة بالدال المفخّمة والطاء المهملة معرضين عن الضاد الصحيحة الخالصة التي نطق بها أهل البيت عليهمالسلام ، وأخذها عنهم العراقيّون والحجازيون.
قال شيخنا في «الجواهر» : وهذا الاختلاف على قديم الدهر ، وسالف الزمان بين علماء الخاصّة والعامّة ، وإن حكى عن جماعة منهم موافقة الخاصّة في ذلك كالشيخ على المقدسي (٣) الّذى قد صنّف في ذلك رسالة ورجّح فيها ضاد
__________________
(١) هو يحيى بن زياد بن عبد الله الديلمي النحوي الكوفي المتوفى (٢٠٧) الاعلام ج ٩ ص ١٧٨.
(٢) هو المفضّل بن محمد أبو العباس الضبّى الكوفي المتوفى (١٦٨) ـ الاعلام ج ٨ ص ٢٠٤.
(٣) هو على بن محمد بن خليل الحنفي نزيل القاهرة المعروف بابن غانم المقدسي الفقيه اللغوي ولد سنة (٩٢٠) وتوفّي (١٠٠٤) له مصنّفات منها : «بغية المرتاد لتصحيح الضّاد» ـ معجم المؤلفين ج ٧