كتبوا تراجم السورة والأجزاء وأنصافها والأحزاب وركوعاتها بالتغير ، مضافا إلى الأخبار الكثيرة الواردة من طرق العامة أيضا.
بل حكي شيخنا البهائي عن صريح بعض محدثيهم أنها تجاوز العشرة (١).
نعم ، للقراء تفصيل في البسملة ، وهو أنها تأتي في ثلاثة مواضع : إذا ابتدأ سورة أو موضعا منها أو بين السورتين.
ففي الأول : أجمعوا على البسملة كما حكاه في «شرح طيبة النشر في القراءات العشر» ، نعم ، استثنوا منها سورة التوبة ، لكونها من الأنفال كما حكوه عن مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام ، أو لنزولها بالسيف ورفع الأمان.
وفي الثاني وهو أوساط السور ، قالوا : القاري فيه مخيّر بين الإتيان بالبسملة فيه بعد الاستعاذة ، وبين الاقتصار على الاستعاذة ، يرجح البسملة إذا كان مفتتح الآية شيئا من أسماء الله تعالى ، والاستعاذة إذا كان اسم الشيطان ، وذلك كله في سوى برائة ، فإنه يحتمل التخيير فيها كغيرها ، ويحتمل المنع من البسملة.
قلت : أما التخيير يمكن استفادته من الإطلاقات الآمرة بالاستعاذة من الكتاب والسنة بضميمة ما رواه في «الكافي» عن فرات (٢) بن أحنف عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : سمعته يقول :
«أوّل كل كتاب نزل من السماء بسم الله الرحمن الرحيم ، فإذا قرأت بسم الله الرحمن الرحيم فلا تبالي أن لا تستعيذ ، وإذا قرأت بسم الله الرحمن الرحيم سترتك
__________________
(١) لم أظفر على هذه الحكاية عن الشيخ بهاء الدين قدسسره لا في «العروة الوثقى» ولا في «الحبل المتين».
(٢) فرات بن الأحنف العبد الهلالي أبو محمد ، روى عن السجاد والباقر والصادق عليهمالسلام ، ضعفه أرباب التراجم وقالوا : يرمى بالغلو.