أعدائهم (١) ، وإما سبعة من الأئمة عليهمالسلام لأن أكثر انتشار العلوم منهم ولذا خصهم به ، وإما كلهم فإن أسمائهم سبعة بعد إسقاط المكرر (٢) ، وعلى هذه الوجوه فالمثاني من الثناء لأنهم الذين أثنى الله تعالى عليهم في كتابه التدويني بل التكويني ، أو هم الذين يثنون عليه تعالى حق ثنائه ويعلمون يثنون عليه تعالى حق ثنائه ويعلّمون غيرهم تسبيحه وتهليله ، حتى الأنبياء والملائكة وجميع من دونهم من أهل العالم ، كما يستفاد من أخبار مستفيضة بل متواترة (٣) أو من التثنية لأنهم ذو جهتين : جهة عالية لاهوتية وجهة سافلة ناسوتية ، أو لثنيهم مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أو مع القرآن ، كما أشار إليه الصدوق (٤) أو يكون المراد كما هو الأظهر بل أولى من جميع ما مر المعصومون جميعا ، لكون السبع باعتبار تثنية أربعة عشر ، وهذا العدد الشريف هو عدد قوى يد الله الباسطة ، وتجليات أنوار وجهه النيرة الساطعة ، ولذا طابقهما العدد الذي هو الأربعة عشر.
ثم إن اشتهيت أن تسمع نمطا آخر من الكلام فاعلم أن الله تعالى خلق المشية بنفسها ، من غير سبق مادة ، ولا هيولى ، ولا صورة ولا كم ، ولا كيف ، ولا جهة ، ثم خلق الأشياء بالمشية.
والمشية مشيتان : إمكانية وكونية ، فبالمشية الإمكانية خلق إمكانات الأشياء بلا مد ولا نهاية ولا تناه ، وإن شئت فقل بحدود ونهايات غير متناهية ، فلكل شيء إمكان كل شيء ومن هنا قيل كل شيء فيه معنى كل شيء ، فتفطن ، واصرف الذهن
__________________
(١) البحار : ج ٢٤ / ١١٥ ، في ذيل الحديث الأول المنقول عن تفسير علي بن إبراهيم.
(٢) البحار : ج ٢٤ / ١١٥ ، في ذيل الحديث ، باب أنهم عليهمالسلام السبع المثاني.
(٣) راجع : البحار : ج ٢٥ / ١ ، ح ٢ ، عن الاختصاص ، وص ٣ ، ح ص ٣ ، عن فضائل الشيخ الصدوق : ٧ ـ ٨ ، وص ١٧ ، ح ٣١ ، عن كمال الدين.
(٤) البحار : ج ٢٤ / ١١٦ ، عن توحيد الصدوق : ١٥٠ ، ح ٦.