الى العام ، ولا يصيدون منها شيئا ، وإنما كان الناس يصيدون منها الأسماك فيأكلون ويملحون منها ما يكفيهم من الحول إلى الحول.
إلى غير ذلك من الطلاسم الكثيرة التي منها دثر ومضى وتعطلت منافعها ، ومنها باق إلى الآن مثل طلسم العقارب وطلسم الحيات في مدينة حمص ، وهما باقيتان إلى الآن ، فالعقارب لا تؤذي ولا الحيّات في إقليم حمص من الجانب الشرقي من النهر أبدا ، وأمّا في الجانب الغربي فهي قاتلة.
وكان بمدينة حمص طلسم للنمل في قبة منيعة ففتحها جاهل من الجهّال ووجد في صدرها صفّة مبنية ، ومن فوقها مكان مربع ، ومن فوقه طبق من فضة ، وفيه نمل من ذهب صغار ، ومن فوقها نملة من فضّة ، وعليها أخرى من ذهب ، فلمّا رفع الطبق من مكانه تسلّط النمل على الناس في مدينة حمص.
وفي إقليم الهرمل طلاسم عظيمة باقية وكذلك الأهرامات والبراني من إقليم مصر وغير ذلك في كثير من الأقاليم.
وأما طلاسم الكنوز والموانع فإنها من العجائب التي لا يكاد أن يصدّق الأخبار عنها إلّا من له نظر وعقل وجنان فافهم ذلك ، وتعجب مما صنع الرحمن» انتهى.
إلى غير ذلك مما لا يكاد يحصى ، ولعلّ وقوع نوعه من المقطوعات ، وذلك إنما هو بتسخير ربّ هذا النوع والحكم عليه بما يريد.
بل ولعلّ من هذا الباب الاطّلاع على الأعمال العجيبة والصنائع الدقيقة التي ربّما يعدّ في السحر وخوارق العادات وكذا الاستشراف على العلوم والمعارف.
ولذا يحكى عن هرمس : أنه كان يقول : إن ذاتا روحانية ألقت إليّ المعارف فقلت لها : من أنت؟ فقال : أنا طباعك التام.
لكنك لا يخفى عليك أن ما ذكرناه في هذا البحث إنما هو مع الجري على