النَّبِيَ) (١) : لا يعذّب الله محمّدا والذين آمنوا معه ، لا يعذّب على بن ابى طالب وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، وحمزة ، وجعفرا ، نورهم يسعى ، يضيء على الصراط لعلى وفاطمة مثل الدنيا سبعين مرّة ، فيسعى نورهم بين أيديهم ويسعى من أيمانهم وهم يتبعونها ، فيمضى أهل بيت محمّد وآله زمرة على الصراط مثل البرق الخاطف ، ثمّ قوم مثل الريح ، ثم قوم مثل عدو الفرس ، ثمّ يمضى قوم مثل المشي ، ثمّ قوم مثل الحبو ، ثمّ قوم مثل الزحف ، ويجعله الله على المؤمنين عريضا ، وعلى المذنبين دقيقا (٢).
والتعرض للأخبار العاميّة من الصحابة والتابعين في مثل المقام وغيره إنّما هو للتمسّك به على الخصم الّذى هو المخالف المعاند ، فإنّ الفضل ما شهدت به الأعداء.
وعلى كلّ حالّ فتمام الكلام في المقام بذكر فوائد :
إحداها اعلم أنّ الأرواح الانسانيّة والنفوس الملكوتيّة لمّا خلقها الله في أحسن تقويم ، وذلك قبل خلق الزمان والزمانيات حيث لا أين ، ولا متى ، لتقدّم عالم الدهر بجملته على عالم الزمان الذي هو وعاء الأجسام والجسمانيّات ، نزعت تلك الأرواح الى دعوى الربوبيّة والاستغناء والقيوميّة المطلقة ، فخوطبت بنداء (اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً) (٣) اى مجتمعين حال الهبوط ، وذلك لمرورها على جميع العوالم المترتبة المتنزّلة وتعلّقها بشيء من تلك العوالم فلها من كلّ عالم من العوالم قيضة مخالفة في الكينونة والاقتضاء لغيرها ، ولذا قال : (بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) (٤) ،
__________________
(١) التحريم : ٨.
(٢) تفسير البرهان ج ٤ / ٣٥٧ عن المناقب لابن شهر آشوب.
(٣) البقرة : ٣٨.
(٤) البقرة : ٣٦.