فاذا حصل له الترقي بالبسط إلى العشرات صار سبعون ، ولذا يعبّر به عن كمال العدد ، من غير أن يقصد منه الخصوص كما في قوله : (إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) (١).
وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم إنّى ليغان على قلبي وإنّي لأستغفر الله في كلّ يوم سبعين مرّة (٢) ، وقوله تعالى : (فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً) (٣).
الى غير ذلك من الإطلاقات الّتي يستفاد من جملتها أنهم يطلقون هذا العدد من غير قصد إلى خصوصية ، بل للإشعار بكمال الحكم المنوط به وهو في المقام الاختلاف الّذي بلغ فرق الكمال في أمّة موسى عليهالسلام وزيد عليه في أمّة عيسى عليهالسلام وزيد عليه أيضا في أمّة نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم فيكون في هذه الامّة جميع الاختلافات الواقعة في تلك الأمم مع زيادات ، وله إشارات في الاخبار. كقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لتركبن سنن من كان قبلكم» (٤) وغيره وحينئذ فالمراد كمال الاختلاف الواقع في هذه الأمّة أزيد من غيرها فلا يهمنا التكلف إلّا كمال العدّة.
نعم في كتاب سليم بن قيس عن مولينا أمير المؤمنين عليهالسلام : أنّ الامّة تفرّقت على ثلاث وسبعين فرقة اثنتان وسبعون فرقة في النار ، وفرقة في الجنّة وثلاث عشرة فرقة من الثلاث والسبعين تنتحل مودّتنا أهل البيت ، واحدة منها في الجنّة واثنتا عشرة منها في النار. إلى أن قال : قيل يا أمير المؤمنين عليهالسلام أرأيت من قد وقف فلم يأتم بكم ولم يعاندكم ولم ينصب لكم ولم يتولّكم ولم يبرأ من عدوّكم وقال : لا أدرى هو صادق؟
قال عليهالسلام : ليس أولئك من الثلاث والسبعين فرقة إنّما عنى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
__________________
(١) التوبة : ٨٠.
(٢) بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ٢٠٤.
(٣) الحاقّة : ٣٢.
(٤) بحار الأنوار : ج ١٣ ص ١٨٠ عن العيّاشى.