بالثلاث والسبعين فرقة الباغين النصّابين الذين قد شهروا أنفسهم ودعوا إلى دينهم ، ففرقة واحدة منها تدين بدين الرحمن ، واثنتان وسبعون تدين بدين الشيطان (١) الخبر بطوله.
وقد مرّ أيضا في العلوي المروي في «الأمالى» ثلث عشر فرقة من الثلث وسبعين فرقة كلّها تنتحل مودّتى وحبّى واحدة منها في الجنّة وهم النمط الأوسط واثنتا عشرة في النّار.
ولعلّه يستفاد منهما تحقيق العدد ومن خصوص الأول أنّ المتحير الخالي عن الولاية والعناد ليس من الأعداد.
وعلى كلّ حال فينبغي البحث حينئذ بعد الإغماض عمّا سمعت اوّلا من الاستفادة من نفس الخبر حسب ما مرّ في أنّ من تلك الفرق المعدودة من الإسلام من الناجي الذي هداه الله إلى الصراط المستقيم ، والضالّ ، والمغضوب عليهم بالعذاب الأليم.
فنقول : إن كثيرا من تلك الفرق قد كفينا مؤنة إبطاله وردّه لانقراض أهله الذي هو أدلّ دليل على بطلانه كجلّ فرق الشيعة بل كلهم غير الإماميّة الاثنى عشرية ، ولذا ذهب كثير من الأساطين إلى أنّ الوقف على الشيعة تنصرف إليهم لذلك. لا للوضع كما أنّه قد انقرض أكثر فرق الغلاة وأكثر فرق النّواصب ، نعم بقيت من الاولى شرذمة في أطراف البلاد ربّما لا يعرفون في الناس لشذوذهم كشذوذ أقوالهم وحججهم الّتي لا ترجع نحو شبهة فضلا عن حجّة ، سيّما مع الاطلاع بالآيات والأخبار القطعيّة ، والأصول العقليّة الّتي قضيتها بطلان الحلول ، والاتّحاد وتنزل الالوهيّة وغيرها من خرافاتهم ، خصوصا بعد ما تواتر نقله عنه عليهالسلام من النهى
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٨ ص ١٤ ـ ١٥ ح ٢٢.