تفسير
(فِيهِ هُدىً)
(هُدىً) بيان وشفاء (لِلْمُتَّقِينَ) من شيعة محمد وعلي عليهماالسلام الذين اتّقوا أنواع الكفر وتركوها ، واتّقوا أنواع الذنوب الموبقات فرفضوها ، واتّقوا إظهار أسرار الله تعالى وأسرار أزكياء عباده الأوصياء بعد محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم فكتموها ، واتّقوا ستر العلوم عن أهلها المستحقّين لها ، وفيهم نشروها.
وقال عليهالسلام أيضا : (هُدىً) بيان من الضلالة (لِلْمُتَّقِينَ) الذين يتّقون الموبقات ، ويتّقون تسليط السفه على أنفسهم ، حتى إذا علموا ما يجب عليهم علمه عملوا بما يوجب لهم رضاء ربّهم.
أقسام الهداية
والهدى مصدر على وزن فعل (بضم الفاء وفتح العين) وان كان هذا الوزن قليلا في المصادر ، بل قيل : إنّه يمكن أن يختصّ به المعتلّ نحو (السرى) و (العلى).
وقد مرّ في الفاتحة عدم الفرق بين الهدى والهداية ، خلافا لمن فرّق بينهما باختصاص الأوّل بإراءة طريق الدين خاصّة دون الثاني الّذي يعمّ إرائة كلّ طريق ، ونبّهنا هناك أيضا على أنّه لا اختصاص لها ولمشتقّاتها بشيء من الدّلالة الموصلة أو إرائة الطريق ، بل يستعمل في كليهما على وجه الحقيقة.
نعم قد يقال : إنّ (الهدى) الدلالة الموصلة الى البغية ، بدليل وقوع الضلالة في مقابله ، قال تعالى : (أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى) (١) وقال سبحانه :
__________________
(١) البقرة : ١٦.