بغيره من الدرجات الرفيعة المتقدّمة.
أو مقيّدة لإطلاقه إن فسّر بترك المعاصي أو ما لا ينبغي فعله.
أو محلّه النصب بتقدير أعني ، أو أمدح ، أو أخصّ ، أو الرّفع على أنّه خبر لمحذوف والتقدير هم الذين ، أو على الابتداء وخبره (أُولئِكَ) فيكون مفصولا عنه ، سواء جعلناه استينافا بيانيّا في جواب يقول : ما بال المتّقين قد خصّوا بهداية الكتاب لهم ، أو استينافا نحويا.
والإيمان إفعال من الأمن ، يقال : أمنت وأنا أمن ، وأمنت غيري ، فالهمزة للتعدية ، ويستعمل كثيرا بمعنى التصديق ، حتى قال الأزهري : اتّفق العلماء على أنّ الإيمان هو التصديق ، واستشهد بقوله تعالى : (وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا) (١) أي بمصدّق.
ومن هنا قد يتوهّم أنّ التصديق معنى آخر حقيقي له لغوي أو عرفي ، ولا بأس به وإن كان في الأصل مأخوذا من الأمن ضد الخوف ، وذلك أنّ آمنه بمعنى صدّقه كان في الأصل آمنه التكذيب والمخالفة لكنّه قد يعدّى باللام كما في الآية المتقدّمة لإرادة معنى التصديق ، وقد يعدّى بالباء لتضمينه معنى الإقرار والاعتراف.
حقيقة الإيمان
ثمّ إنّ المراد به شرعا أو متشرعا هو التصديق بالعقائد الإسلاميّة من التوحيد ، والنبوّة والمعاد ، وغيرها ، والقول بالأئمّة الإثني عشر صلوات الله عليهم أجمعين ، مع عدم ما يوجب الخروج من الدين أو المذهب ، وعلى هذا المعنى ينزّل كثير من الآيات والأخبار ، وهذا المعنى هو المراد به عند الإمامية ، فلا يتّصف سائر الفرق من
__________________
(١) يوسف : ١٧.