الزاني وهو مؤمن ولا يسرق السارق وهو مؤمن (١).
وفيه بالإسناد عن عبيد بن زرارة ، قال : دخل ابن قيس الماصر ، وعمر بن زرّة وأظنّ معهما أبو حنيفة على أبي جعفر عليهالسلام ، فتكلم ابن قيس الماصر فقال : إنّا لا نخرج أهل دعوتنا وأهل ملّتنا عن الإيمان في المعاصي والذنوب.
قال : فقال له أبو جعفر عليهالسلام : يا ابن قيس أمّا رسول الله صلىاللهعليهوآله فقد قال : لا يزني الزاني وهو مؤمن ولا يسرق السارق وهو مؤمن فاذهب أنت وأصحابك حيث شئت (٢).
إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة الّتي يستفاد منها اعتبار العمل في حقيقة الإيمان وفي صدقه ، بل يستفاد من بعضها كالخبر الأخير أنّ المسألة كانت مطرحا للأنظار في عصر الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم ، وأنّه كان مذهب الإمام عليهالسلام اعتباره في معناه ، ولعلّ هذه الأخبار هي الّتي ركن إليها متقدّموا أصحابنا فيما يعزى إليهم.
إطلاقات الايمان
والّذي يظهر لي من التأمّل في الأخبار والآيات هو أن له باعتبار مراتبه إطلاقات : أحدها ما مرّت إليه الإشارة من أنّه التصديق بالعقائد الحقّة والأصول الخمسة ، وهذا هو الّذي يترتّب عليه حقن الدماء والأموال ، وصحّة الأعمال واستحقاق الثواب والنجاة من الخلود في النار ، واستحقاق العفو والشفاعة وغيرها
__________________
(١) الكافي ج ٢ ص ٢٨٤ وعنه البحار ج ٦٩ ص ٦٣.
(٢) الكافي ج ٢ ص ٢٨٥ وعنه البحار ج ٦٩ ص ٦٣.