ولسانه (١).
وفي صفات الشيعة باسناده عن عمّار الساباطي عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه سئل لم سمّي المؤمن مؤمنا؟ قال : لأنّه اشتقّ للمؤمن اسما من أسمائه تعالى فسمّاه مؤمنا ، وإنّما سمّي المؤمن لأنّه يؤمن من عذاب الله ويؤمّن على الله يوم القيامة فيجيز له ذلك ، وأنّه لو أكل أو شرب أو قام أو قعد ، أو نام ، أو نكح ، أو مرّ بموضع قذر خوّله الله تعالى من سبع أرضين طهرا لا يصل إليه من قذرها شيء (٢).
ثمّ إنّه بعد ما علم عدم مدخليّة الأعمال مطلقا أو في الجملة في أدنى الإيمان ومسمّاه فهل المعتبر فيه هو التصديق بالجنان أو الإقرار باللّسان ، أو الأمران معا؟ ذهب الى كلّ فريق ، والأظهر الأشهر هو الأوّل ، لأنّه سبحانه قد أضاف الإيمان إلى القلب في قوله : (كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ) (٣) ، وقوله تعالى : (مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ) (٤) ، وقوله تعالى : (وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) (٥) ، وقوله تعالى : (وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ) (٦) ، وقوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ) (٧).
هذا مضافا الى أنّه أقرب الى معناه اللّغوي الّذي قد سمعت أنّه مطلق
__________________
(١) علل الشرائع ص ٢١٩ وعنه البحار ج ٦٧ ص ٦٠.
(٢) مستدرك سفينة البحار ج ١ ص ٢٠٣.
(٣) المجادلة : ٢٢.
(٤) المائدة : ١٤١.
(٥) الحجرات : ١٤.
(٦) النحل : ١٠٦.
(٧) الفتح : ٤.