المنافقين : هذا المواطاة بين محمّد وأبي ذرّ ، يريد أن يخدعنا بغروره ، واتفق منهم عشرون رجلا وقالوا : نذهب إلى غنمه وننظر إليها وننظر إليه إذا صلّى هل يأتي الأسد فيحفظ غنمه؟ فذهبوا ونظروا وأبو ذر قائم يصلّي ، والأسد يطوف حول غنمه ويرعاها ، ويردّ إلى القطيع ما شذّ عنه منها ، حتّى إذا فرغ من صلاته ناداه الأسد : هاك قطيعك مسلّمة وافرة العدد سالمة ، ثم ناداهم الأسد : معاشر المنافقين أنكرتم لولي محمّد وعليّ وآلهما الطيّبين والمتوسّل إلى الله بهم أن يسخّرني الله ربّي لحفظ غنمه ، والّذي أكرم محمّدا وآله الطيبين الطاهرين لقد جعلني الله طوع يد أبي ذرّ حتى لو أمرني بافتراسكم وهلاككم لأهلكتكم ، والّذي لا يحلف بأعظم منه لو سئل الله بمحمّد وآله الطّيّبين أن يحوّل البحار دهن زنبق وبان والجبال مسكا وعنبرا وكافورا ، وقضبان الأشجار قضب الزمرّد والزبرجد لما منعه الله ذلك.
فلمّا جاء أبو ذر الى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا أبا ذر إنّك أحسنت طاعة الله فسخّر الله لك من يطيعك في كفّ العوادي (١) عنك ، فأنت من أفاضل من مدحه الله عزوجل بأنّه يقيم (٢) الصلاة (٣).
الصلاة بحسب اللغة
(والصّلوة) فعله بالتحريك من صلّى كالزكاة من زكى لا من ذوات الواو ، وإثباتها فيهما خطّا للتفخيم أي إمالة الالف نحو مخرج الواو ، ولا ثالث لهما ، وهو
__________________
(١) العوادي جمع العادية من العدوان ، أو من عدا على الشيء إذا اختلسه.
(٢) في نسخة : بأنّهم يقيمون الصلاة.
(٣) التفسير المنسوب إلى الامام العسكري عليهالسلام ص ٢٦ ـ ٢٧ وعنه بحار الأنوار ج ٢٢ ص ٣٩٣ ـ ٣٩٤ ح ١.