تأويل الصلاة بالولاية
روى الشيخ شرف الدين النجفي «رحمهالله» باسناده عن الشيخ أبي جعفر الطوسي «ره» مسندا إلى الفضل بن شاذان ، عن داود بن كثير ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : أنتم الصلاة في كتاب الله عزوجل وأنتم الزكاة ، وأنتم الحجّ؟ فقال : يا داود نحن الصلاة في كتاب الله عزوجل ، ونحن الزكاة ، ونحن الصيام ونحن الحج ، ونحن الشهر الحرام ، ونحن البلد الحرام ، ونحن كعبة الله ، ونحن قبلة الله ، ونحن وجه الله ، قال الله تعالى : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) (١) ونحن الآيات ، ونحن البيّنات.
وعدوّنا في كتاب الله عزوجل ، الفحشاء والمنكر والبغي ، والخمر والميسر والأنصاب والأزلام والأوثان والجبت والطاغوت والميتة والدم ولحم الخنزير.
يا داود إنّ الله خلقنا فأكرم خلقنا وفضّلنا وجعلنا أمنائه وحفظته وخزّانه على ما في السّماوات وما في الأرض وجعل لنا أضدادا وأعداء ، فسمّانا في كتابه وكنّى عن أسمائنا بأحسن الأسماء وأحبّها إليه ، وسمّى أضدادنا وأعدائنا في كتابه وكنّى عن أسمائهم ، وضرب لهم الأمثال في كتابه في أبغض الأسماء إليه والى عباده المتّقين (٢).
وفيه بالإسناد عنه عليهالسلام أنّه قال : نحن أصل كل خير ، ومن فروعنا كلّ برّ ، ومن البرّ التوحيد والصلاة والصيام ، وكظم الغيظ ، والعفو عن المسيء ، ورحمة الفقير ، وتعاهد الجار ، والإقرار بالفضل لأهله ، وعدوّنا أصل كلّ شرّ ، ومن فروعهم كلّ قبيح وفاحشة ، فمنهم الكذب ، والنميمة ، والبخل ، والقطيعة ، وأكل الربا ، وأكل مال
__________________
(١) البقرة : ١١٥.
(٢) بحار الأنوار ج ٢٣ ص ٣٥٤.