إخوانه المؤمنين ، أو غير ذلك من غرض دينيّ أو دنيوي مندوب إليه على ما يساعده الإطلاق ، ويعضده ما مرّ عن تفسير مولانا العسكري عليهالسلام.
ومن هنا يظهر أنّه ربما يصير الرزق الجسماني روحانيّا حيث إنّه يكتب في بذله المثوبة الاخرويّة ، وأنّه يمكن أن يكون شيء واحد رزقا لأشخاص متعدّدة من جهات شتّى بملاحظة الاعتبارات.
تفسير الآية (٤)
(وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ)
عطف على (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) فيجري فيه الوجوه الثلاثة المتقدمة موصولا ، ومحلّه الرّفع مفصولا ، أو عطف على المتّقين ، والمعطوف على الوجهين إمّا نفس المعطوف عليه أو بعضه ، أو غيره.
والأرجح أنّ الحكم معلّق على المتقين ، وأنّ هذه كلّها أوصاف لهم ، وإن كان بعضها يدخل في بعض دخول الخاصّ تحت العامّ ، فإنّ الايمان بما انزل إليه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وما أنزل من قبله تحت الإيمان بالغيب ، بل لعلّك تراهما متكافئين من حيث التصادق والصدق على الأفراد بعد ملاحظة العموم حكمة ووضعا ، وإن كان الثاني بعد الأول لتوقّفه على ركني الإسلام ، فالنكتة في التكرير والتفصيل تلقين الدليل ، وإهداء السبيل إلى الايمان الاجمالي حيث يتعذّر التفصيل.
واحتمال أنّ الجملة الأولى من صفات المتّقين الذين آمنوا من شرك أو كفر ، والثانية لأهل الكتاب الذين انتقلوا من ايمان الى إيمان ، أو أنّ الاولى في الذين لم يشركوا بالله طرفة عين ، والثانية فيمن تجدّد ايمانهم.
مدفوع بأنّه تخصيص في كلّ من الجملتين على كلّ من الوجهين من غير