وفي المجالس عن أبي بصير قال : قال لي الصادق عليهالسلام : أما تحزن ، أما تهتمّ ، أما تألم؟ قلت : بلى والله ، قال عليهالسلام : فإذا كان ذلك منك فاذكر الموت ووحدتك في قبرك ، وسيلان عينيك على خدّيك ، وتقطّع أوصالك ، وأكل الدود من لحمك : وانقطاعك عن الدنيا ، فإنّ ذلك يحثّك على العمل ، ويردعك عن كثير من الحرص على الدنيا (١).
ثمّ إنّه قد تظافرت الأخبار بل تواترت على الحثّ والترغيب على اليقين ففي الكافي عن جابر الجعفي ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : يا أخا جعف إنّ الإيمان أفضل من الإسلام ، وإنّ اليقين أفضل من الإيمان ، وما من شيء أعزّ من اليقين (٢).
مقام اليقين
وعن الوشّاء ، عن أبي الحسن عليهالسلام ، قال : سمعته يقول : الإيمان فوق الإسلام بدرجة ، والتقوى فوق الإيمان بدرجة ، واليقين فوق التقوى بدرجة ، وما قسّم في الناس شيء أقلّ من اليقين (٣).
وفي خبر أبي بصير عنه عليهالسلام مثله ، وزاد : فما أوتي الناس أقلّ من اليقين ، وإنّما تمسّكتم بأدنى الإسلام ، فإيّاكم أن ينفلت من أيديكم (٤).
ومثله في خبر آخر : قال : قلت : فأيّ شيء اليقين؟ قال : التوكّل على الله
__________________
(١) أمالي الطوسي ص ٤٢٦ ح ٥٦١.
(٢) الكافي ج ٢ ص ٥١ ح ١.
(٣) الكافي ج ٢ ص ٥١ ح ٢.
(٤) الكافي ج ٢ ص ٥٢ ح ٤.