بقائه على الإقرار بالدين قلبا ولسانا ، إلّا أن يكون المراد شيوع القول به بين جملة من أهل الدين يرسلونه عندهم إرسال الضروريات ، وإطلاق ضرورة الدين أو اهله على مثله كما ترى.
ومن هنا يظهر النظر فيما استحصله في آخر كلامه ، والنقض بالخوارج ساقط من أصله ، لأنّ الخروج على الامام عليهالسلام بنفسه كفر.
كفر الخوارج والغلاة
ولذا قال المحقّق الطوسي : ومحاربوا عليّ كفرة ، والأخبار كثيرة على أنّه صلوات الله وسلامه عليه قال على ما رواه في «نهج البلاغة» لا تقاتلوا الخوارج بعدي فليس من طلب الحقّ فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه (١).
ولعلّ المراد أنّ هؤلاء الذين قتلتهم من الثاني لعلمهم بضلالتهم والذين يأتون بعدهم من الأوّل ، ولذا نهى عن قتلهم.
أو المراد التعريض بأصحاب معاوية عليه اللعنة ، وأنّ تجريد السيف على أهل القبلة ممّا يختصّ به عليهالسلام كما أشار إليه في خبر آخر فتأمّل.
ثم أنّه قد ظهر مما مرّ وممّا لم نتعرّض له لظهوره الحكم بكفر غير منتحلي الإسلام بلا فرق بين أهل الكتاب وغيرهم من الوثنيّة والثنوية والدهريّة وغيرها.
بقي الكلام في فرق من منتحليه وربما يقع الإشكال فيهم موضوعا أو حكما ، ومنهم : الغلاة ، ولا ريب في الحكم بكفرهم ونجاستهم ، وعليه الإجماع نقلا وتحصيلا.
__________________
(١) نهج البلاغة الخطبة : ٦٠.