أفصح به طرح من الدية ، وما لم يفصح الزم الدية ، قال : قلت : كيف هو؟ قال : على حساب الجمل ألف ديته واحد ، والباء ديتها اثنان ، والجيم ثلاثة ، والدال أربعة ، والهاء خمسة ، والواو ستة.
ثمّ ساق الكلام في تفصيل أعداد الحروف إلى قوله : والتاء أربعمائة وكل حرف يزيد بعد هذا فله مائة درهم.
وهذا الخبر وإن دلّ على صحّة الترتيب الأبجدي المشتهر إلّا أنّه مطعون بما ذكره الشيخ وغيره من أنّ تفصيل الدية على الحروف يجوز أن يكون من كلام بعض الرواة (١) ، حيث سمعوا أنّه قال : يفرّق الدية على حروف الجمّل ظنّوا أنّه على ما يتعارفه الحسّاب ولم يكن القصد ذلك ، بل القصد أنّها تقسم أجزاء متساوية (٢).
أقول : وعلى فرض كونه من كلام بعض الرّواة أيضا يدلّ على اشتهاره بينهم. لكنّ الظاهر من خبر أبي لبيد ابتناؤه على حساب المغاربة على ما يأتي.
الحروف اللفظية
سادسها : الحروف اللفظية الّتي هي كغيرها من الممكنات بلا فرق بين الماديّات والمجرّدات زوج تركيبي من مادّة وصورة ، ويعبّر عنها بالوجود والماهيّة.
فمادّتها هي الهواء المستنشق في الرّية وقصبتها الفائدة ترويح الروح ودفع فضلاتها وأبخرتها ، والصوت إنّما يكون بنفس الإنسان ، وأصله دويّ في أصل الرية وإنّما يصير صوتا عند طرف القصبة المسمّى برأس المزمار لتضايقه ثمّ اتّساعه عند
__________________
(١) مراده انّ قوله : ألف ديته واحد ... إلخ من كلام بعض الرواة.
(٢) الإستبصار ج ٤ ص ٢٩٣ ح ١١٠٨ وقال : لو كان الأمر على ما تضمّنته هذه الرواية لما استكملت الحروف كلّها الدية على الكمال لأنّ ذلك لا يبلغ الدية إن حسبناها على الدراهم وان حسبناها على الدنانير تضاعفت الدية ، وكل ذلك فاسد.