الفيوض الدنيوية والاخرويّة وهو الّذي يعبّر عنه في حقّهم بالشفاعة الكلّية والمقام المحمود ، وهذا المعنى وإن تأمل فيه شيخنا المجلسي في المقام إلّا أنّه قد صرّح به في رسالته في اعتقاداته حيث قال بعد التصريح بأنّهم المقصودون في إيجاد عالم الوجود والمخصوصون بالشفاعة الكبرى والمقام المحمود : إنّ معنى الشفاعة أنّهم وسائط فيوض الله تعالى في هذه النشأة والنشأة الآخرة ، إذ هم القابلون للفيوضات الإلهيّة والرحمات القدسيّة وبتطفّلهم تفيض الرحمة على ساير الموجودات ، إلى أن قال : إنّهم وسائط بين ربّهم وبين ساير الموجودات ، فكلّ فيض وجود يبتدأ بهم ، ثمّ ينقسم على سائر الخلق ، وفي الصلاة عليهم استجلاب الرحمة إلى معدنها والفيوض الى مقسّمها ليقسّم على سائر البرايا.
وقد مرّ أيضا تصريحه في أوّل البحار في شرح أخبار العقل بأنه قد ثبت بالأخبار المستفيضة أنّهم الوسائل بين الخلق وبين الحقّ في إفاضة جميع الرحمات والعلوم والكمالات على جميع الخلق.
المعصومون عليهمالسلام
وسائط بين الخالق والخلق
وبالجملة فالمستفاد من الأخبار وشواهد الاعتبار أنّهم الوسائط بين الحق وبين الخلق ، وأنّه بسؤالهم وبشفاعتهم وبابيّتهم يصل إلى الخلق ما يصل إليهم من الفيوض والشؤون.
ولذا قيل : إنّ الله سبحانه خلقهم على هيئة مشيّته وصورة ارادته ، وأودعهم اسمه الأكبر الّذي هو سرّ سلطنته في بريّته ، وأخذ على جميع الأشياء الميثاق