تفسير
(سَواءٌ عَلَيْهِمْ)
(سَواءٌ عَلَيْهِمْ) قرينة على خروج غير المصرّين على كفرهم ، فيعمّ جميع المصرّين ممّن كان أو يكون على شيء من وجوه الكفر المتقدّمة وغيرها حتّى الكفر بولاية أولياء الله وامنائه كلّا او بعضا ، وكفر النعم وغيرهما ، ويقابله الإيمان بكلّ معانيه ، ولكلّ من مراتبه وعقوبة ، فتشمل الآية جميع الكفّار والعصاة ، والمخالفين والمنحرفين عن الصراط المستقيم.
ولذا قال الإمام عليهالسلام في تفسيره : أنّه لمّا ذكر الله تعالى هؤلاء المؤمنين ومدحهم بتوحيد الله تعالى وبنبوة محمد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ووصيّه عليّ ولي الله عليهالسلام ، ذكر الكافرين المخالفين لهم ، فقال : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) بما آمن به هؤلاء المؤمنون بتوحيد الله تعالى وبنبوّة محمد رسول الله وبوصيّه عليّ ولي الله وبالأئمّة الطيبين الطاهرين ، خيار عباده الميامين القوّامين بمصالح خلق الله تعالى (١).
(سَواءٌ عَلَيْهِمْ) سواء اسم بمعنى الاستواء وهو الاعتدال ، والسواء : العدل ، ومنه قوله : (فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ) (٢) وبمعنى وسط الشيء كقوله : (سَواءِ الْجَحِيمِ) (٣) ويوصف به كالمصادر نعتا نحويا ، كقوله : (إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ) (٤).
__________________
(١) تفسير الامام عليهالسلام ص ٤٣ ـ ٤٤.
(٢) الأنفال : ٥٨.
(٣) الصافات : ٥٥.
(٤) آل عمران : ٦٤.