يكن تسعة عشر ألفا وستّمائة وستة وخمسين ، وإن سئل عن الرباعيّة فاضرب هذا المبلغ في خمسة وعشرين ، والقياس فيه مطرد في الخماسي فما فوقه.
الحروف الكتبيّة
سابعها : الحروف الكتبيّة ، وتسمّى بالرقمية ، والنقشيّة ، والرسميّة والخطّية ، وهي الحاصلة من انبساط الألف اللينة بأطوار الحدود والقيود من الاستقامة وأنحاء الاعوجاج.
فمادّتها هي المداد الكائن في الدواة أو على القلم الصالح لكتابة كلّ حرف من الحروف به من مستقيم ومعوج وطويل وقصير ، وغيرها.
وصورتها هي الأطراف والحدود الّتي ينتهي بها ظهور المداد على اللوح من جميع الوجوه في كلّ الجهات.
ثم اعلم أنّ المداد ونفس الإنسان في الحروف المثاليّة الظلّية بمنزلة مثال لنفس الرّحمن المشار اليه بقوله صلىاللهعليهوآله : «أشمّ نفس الرّحمن من قبل يمن» (١) في الحروف الحقيقيّة المعنويّة وهذا النفس هو المعبّر عنه بالمشيّة الكليّة والمحبّة الحقيقية ، والفيض الأوّل ، والوجود المطلق ، واللاتعيّن الأوّل ، والقدم المخلوق ، وحضرة الفعل ، وسرادق الإرادة ، الى غير ذلك من الألقاب الشريفة المستفادة من الكتاب والسنّة تصريحا او تلويحا يفهمه من يفهمه ، فإذا تقيّد هذا الوجود بلواحق الماهيّات ومقتضاياتها وحدودها حصل الوجودات المقيّدة المسمّاة
__________________
(١) لم أجده بهذا اللفظ ولكن ورد في عوالي اللئالي : ج ١ ص ٥١ ح ٧٤ ، بهذا اللفظ : إني لأجد نفس الرّحمن يأتيني من قبل اليمن.