يؤمنون بك عند قولك ودعائك (١).
تفسير الآية (٧)
(خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ)
لمّا أخبر سبحانه بأنّهم لا يختارون الإيمان ، وأنّ الإنذار وعدمه عليهم سيّان ، أشار في هذه الآية إلى ما هو بمنزلة التعليل لا حكمين ، مع ما فيها من التنبيه على ترتبه بين المسببين والإشارة إلى الأمر بين الأمرين.
والختم نظير الطبع وهو التأثير في الطين ونحوه ، يضرب الخاتم عليه (بالفتح) والختام : الطين ، يختم عليه لكتمه ، ومن هنا قيل : الختم والكتم أخوان ، وختمت القرآن : بلغت آخره ، وختم له بالخير : انتهى اليه خاتمته وهي عاقبته وآخرته.
معنى الختم والقلب
وختم على قلبه : جعله لا يفهم شيئا ولا يخرج منه شيء من الخير ، كأنّه وسم بعلامته ، او ضرب عليه ما يمنعه من دخول الخير منع الختام الأواني.
والصلة في مثله بعلي ، وفي مثل ختم له بالخير باللام ، ولم يسمع استعماله من دون صلة ، وإن قيل : لا يمتنع فيه ذلك.
__________________
(١) التفسير المنسوب الى الامام العسكري عليهالسلام ص ٣٣ ـ ٣٦ وعنه بحار الأنوار ج ١٧ ص ٣٠٢ ـ ٣٠٧ ح ١٤.