مختص بجهة المقابلة والمحاذات ولذا جعل المانع لها عن فعلها الغطاء المختصّ بتلك الجهة.
وتوهّم أنّ الغشاوة تابع للمغشيّ إدراكا وضعا فإن كان إدراك المغشيّ من جهة واحدة منعتها منها أو من جميع الجهات فمن الجميع.
مدفوع بانّ المتعارف في الغشاوة الّتي هي السّتارة والغطاء اختصاص منعها بجهة واحدة وإن مرّ التّصريح عنهم بان زنة فعالة للمشتمل على الشيء فتأمّل.
علّة تكرار حرف الجر
وفي تكرير الجار دلالة على شدّة الختم لدلالة زيادة المبني على زيادة المعنى ودلالة الجار على الاحاطة ، ولظهور استقلال كلّ من الرّبطين في الحكم ، ولم يقصد إفادة هذه الشّدّة في قوله : (وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ) ولذا اخّر فيه القلب الّذي هو الأصل في الختم دون المقام الّذي قصد فيه بيان شدّة إصرارهم على الكفر مع الإنذار وعدمه ، وتنكير غشاوة للتّعظيم أي غشاوة عظيمة تحجب أبصارهم وبصائرهم بالكلّية فلا تنجح في رفعها والكشف عنها الآيات والنذر أو لإفادة النوعيّة أي نوع من الأغشية غير ما يتعارفه النّاس وهو التّعامي عن آيات الله سبحانه والنّظر إلى الدّنيا لا بها وفيها ، فإنّ من أبصر بها بصّرته ومن أبصر إليها أعمته كما عن مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام (١).
وفي كلام آخر له عليهالسلام : وإنّما الدّنيا منتهى بصر الأعمى لا يبصر ممّا ورائها شيئا والبصير ينفذها بصرها ويعلم انّ الدّار ورائها فالبصير منها شاخص والأعمى
__________________
(١) في البحار ج ٧٥ ص ٢٣ : ومن نظر إليها أعمته ، ومن بصر بها بصّرته.