إليها شاخص والبصير منها متزوّد والأعمى لها متزوّد (١).
تتمّة في أمور مهمّة
وجوه القراءة في الآية
أحدها : انّ في الآية وجوها من القراءة.
منها ما في «الكشاف» و «تفسير الّرازي» عن ابن أبي عبلة (٢) وعلى أسماعهم وكأنّه للقياس بطرفيه وقد مرّ ما فيه.
ومنها : اختلافهم في غشاوة من حيث الإعراب والهيئة والمادّة فالمشهور فيها كسر الغين المعجمة والرّفع بالابتداء عند سيبويه ، وبالظّرف يعني بالفعل الّذي يتعلّق به ذلك كما عن الأخفش في نظائر الباب.
وفي الشّواذ عن عاصم غشاوة بالنّصب بإضمار فعل اي وجعل على أبصارهم غشاوة وإنّما حذف للعلم به كما في قوله : علّفتها تبنا وماء باردا اي وسقيتها.
وامّا خصوص الفعل فللاية الاخرى (وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً) (٣).
أو بنزع الخافض كانّه قال : وختم على أبصارهم بغشاوة وضعّف بأنّه فصل بين حرف العطف والمعطوف به وذلك إنّما يجوز في الشّعر كما أنّ الأوّل وهو حذف النّاصب لا يوجد أيضا في حال الإختيار وفيه تأمّل والغشاوة يمكن تعلّقها بالفعل المضاف الى الثلاثة فيندفع المحذور إلّا أنّ قضيّة التّوقيف الحكم بتعين المشهور بلا
__________________
(١) نهج البلاغة من الخطبة ١٣٣.
(٢) هو ابراهيم بن ابي عبلة شمر بن يقظان الدمشقي المقرئ توفّي سنة «١٥٢» بدمشق عن سنّ عالية.
(٣) الجاثية : ٢٣.