والقلب والأذن وجب الوضوء (١).
إلى غير ذلك من الوجوه الّتي ربما تعارض بكون آلة القوّة الباصرة أشرف وأجمع لدقائق الحكمة ، وأنّ متعلّقها هو النور ، ومتعلّق القوة السّامعة هو الرّيح ، وانّ الآية المتقدّمة من باب التّرقي من الأدنى إلى الأعلى ، لتأخّر الفؤاد عنهما فهي حجّة لنا لا علينا ، وغير ذلك ممّا لا يخلو كثير منها من قصور ، مع أنّ الخطب في البحث عن الأفضليّة هيّن جدّا.
معنى العذاب العظيم
(وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) تهديد ووعيد ، والعذاب النّكال بناء ومعنى من أعذبته عن الأمر إذا منعته عنه كما أنّ النكال اسم لما يصنع به ممّا يحذر وغيره وينحّيه عمّا قبله.
قال في «الكشاف» : ومنه الماء العذب ، لأنّه يقمع العطش ويردعه ، ويدلّ عليه تسميتهم إيّاه نقّاحا لأنّه ينقّح العطش أي يكسره وفراتا لأنّه يرفته على القلب ثمّ اتّسع فيه فسمّي كلّ الم فادح ثقيل عذابا وان لم يكن نكالا أي عقابا يرتدع به الجاني عن المعاودة انتهى.
قوله لأنّه يرفته اي يفتّه كما يفتّ المدر والعظم البالي ، ومعنى قوله على القلب اي جعل العين موضع الفاء والفاء موضع العين ، فوزن فرات عفال لكنّه لا
__________________
(١) لم أظفر على مصدره بهذه الألفاظ ولكن معناه يستفاد من حديث مرويّ عن الصادق عليهالسلام في الوسائل ج ١ ح ٨ عن الكافي.