تفسير الآية (١٠)
(فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فِي قُلُوبِهِمْ)
الّتي هي محلّ النكراء والشيطنة والخيالات النفسانيّة والأفكار الشيطانيّة ، أو في ذواتهم المصوغة بصيغة الجهل والمخالفة والأدبار المنصبغة بصبغة الشيطان.
(مَرَضٌ) ايّ مرض ، أو نوع منه هو رأس جميع الأمراض القلبيّة فضلا عن الأمراض البدنيّة الّتي لا يبالى بها بالنظر إلى ما يوجب الهلاك الأبدي والموت السّرمدي ، وأصله السّقم في البدن ، ويقابله الصّحة تقابل التّضاد ، أو العدم والملكة على ما قرّر في محلّه ، وكما أنّ المرض في البدن هيئة بدنيّة لا تكون الأفعال كلّها معها لذاتها سليمة ، بل يخرج بعضها أو كلّها عن الاعتدال والسلامة بواسطة عروضه ، فكذلك المرض القلبي صفة قلبيّة لا يكون معها الأفعال القلبيّة والأخلاق النفسيّة والأعمال البدنيّة جارية على الاعتدال والاستقامة الّتي هي مقتضى العبوديّة ، وهي صبغة الإسلام ، و (فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها).
وقيل : إنّ أصل المرض الفتور ، فهو في القلب فتوره عن الحقّ ، كما أنّه في البدن فتور الأعضاء.
لكل من الجسم والروح ستّة أحوال
وفي التوحيد عن امير المؤمنين عليهالسلام : إنّ للجسم ستّة احوال : الصّحة ، والمرض ، والموت ، والحيوة ، والنّوم ، واليقظة ، وكذلك للرّوح فحياتها علمها ،