الأصول الايمانية الّتي منها ولاية وليّ الأمر بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
بل قد سمعت فيما مرّ نقله ما ظاهره نزول الآية في المنافقين الناكثين لبيعته. وربما يقال : إنّ فيها دلالة على أنّ الإقرار إيمان ، وإلا لم يفد التقييد بقوله : (كَما آمَنَ النَّاسُ) للاستغناء عنه بقوله : (آمِنُوا).
وفيه أنّ الإطلاق مبنيّ على الإقرار الظاهر الموجب للحكم به ظاهرا ، وأمّا الإيمان الحقيقي فقد مرّ أنّه لا يحصل إلّا بالإخلاص القلبي.
تفسير الآية (١٤)
(وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا)
(وَإِذا لَقُوا) يعني هؤلاء المنافقين الجاحدين لنبوة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم او الناكثين لبيعة وصيّه وخليفته امير المؤمنين عليهالسلام.
(الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا) كأيمانكم بالنبي والوصيّ ، فنحن وأنتم إخوان في الدين أولياء لأمير المؤمنين.
واللقاء : المصادفة والاستقبال ، تقول : لقيته : إذا صادفته واستقبلته قريبا منه.
ومساق الآية لبيان معاملتهم مع المؤمنين والكفّار في الظاهر والباطن.
وأمّا ما صدرت به القصّة فبيان لمذهبهم على ما هم عليه ، حيث إنّهم قد ادّعوا حيازة الايمان بقطريه ، وما هم فيه من شيء ، فلا تكرار ، مع ما في الثاني من تقييد إطلاق الأول بأنّ تفوههم بالإيمان خداعا إنّما كان عند لقاء المؤمنين الّذي هو مظانّ الحاجة الى التفوّه بالكلمة ، وأنّهم ضمّوا الى الخداع الاستهزاء.
بل قد يقال : إنّ الأوّل إخبار عن حدوث نفس الإيمان ، والثاني من حدوث خلوصهم فيه ورسوخه في قلوبهم ، ولذا قيل : معنى (قالُوا آمَنَّا) أخلصنا بقلوبنا.