قبيح ، ولا يتركون أذى لمحمد وعليّ يمكنهم إيصاله إليهما إلا بلّغوه (١) (أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى) غيّروا فطرتهم الأصلية الّتي فطرهم الله عليها ، من التوحيد والإسلام ، وقبول الحق ، والاستقامة في الأفعال والأقوال والإرادات والخطرات إلى الخلقة المغيّرة الشّيطانية التطبّعية الثّانويّة الّتي تدعو إلى الشرك والكفر وسائر الاعوجاجات والانحرافات في مراتب الوجود ، فأعطوا ما لهم من الهداية الفطريّة واعتاضوا عنها الضّلالة ، أو اختاروا الضّلالة على الهدى ، والهلاك على النّجاة ، واليم العذاب على حسن الثّواب ، بعد التمكّن من الأمرين ، والاهتداء إلى النّجدين ، من الإطاعة والعصيان ، أو ولاية أولياء الحقّ وولاية الجبت والطاغوت وسائر الشياطين ، ولذا فسّرت الضّلالة بهم ، كما فسّر الهدى بمولانا أمير المؤمنين عليهالسلام على ما مرّ في أوّل السورة.
معنى اشتراء الضلالة
وفي تفسير الامام عليهالسلام : باعوا دين الله تعالى واعتاضوا منه الكفر بالله تعالى (٢)
والجملة مقرّرة لقوله : (وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ) أو مستأنفة تعليلا لاستحقاقهم الاستهزاء الأبلغ والمدّ في الطغيان.
واصل الاشتراء قبول انتقال الشيء من الأعيان إليه بالثّمن المبذول منه ، بلا فرق بين أن يكون أحدهما أو كلاهما من النقود أو لا ، فانّ تعيين المشتري إنّما هو بكونه باذلا للثّمن الّذي هو مدخول الباء ، أو ما بمنزلته في المعاطاة ، ثمّ استعير لاستبدال شيء بغيره سواء كان أحدهما أو كلاهما من الأعيان أو المعاني ، ومنه
__________________
(١) البرهان ج ١ ص ٦٣.
(٢) البرهان ج ١ ص ٦٤ عن تفسير الامام عليهالسلام