التّرتّب والسببيّة.
تفسير الآية (١٩)
(أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ)
(أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ) (١) تمثيل آخر لزيادة الكشف والإيضاح عن حالهم وسوء مالهم ، ووخامة عاقبتهم ، وعدم انتفاعهم بالآيات والنذر.
وتكرير الأمثال سيّما مع تعلّقها بجهات الكشف ووجوه البيان ممّا بالغت فيه البلغاء ، خصوصا عند مزيد الاهتمام بالإفهام وغموض المرام عن الأفهام ، وإذا اكثر الله منه في التنزيل بل نبّه عليه بقوله : (وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ) وقوله : (وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا) (٢).
وجه ذلك التمثيل
وأو لأحد الأمرين مطلقا ، وهو الأصل في معناها في موارد إطلاقاتها من الإخبار والإنشاء ، وامّا الشّك والإبهام والتّخيير والإباحة وغيرها فليس شيء منها داخلا في مفهومها لغة ، وإنّما تستفاد منها بحسب خصوص الموارد كقصد المتكلّم وحال المخاطب ، وامتناع الجمع بين المتعاطفين وغيرها ، وذلك للتبادر وأصالة الحقيقة ، ومن هنا يضعّف ما قيل : من كونها مجازا في غير ذلك بل وفي غير الخبر مطلقا نظرا إلى أنّها في أصلها للتساوي في الشكّ ، ولذا اشتهرت أنّها كلمة شك
__________________
(١) الإسراء : ٨٩.
(٢) الإسراء : ٤١.