الوهم الى غيره كقوله :
ولو شئت أن أبكي دما لبكيته |
|
عليه ولكن ساحة الصبر أوسع |
وقوله : (لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا) (١) و (لَوْ أَرادَ اللهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً) (٢).
والمعنى ولو شاء الله أن يذهب بسمعهم بقصيف الرعد وأبصارهم بوميض البرق لذهب بهما ، ويحتمل كونه وعيدا لهم بعد إتمام المثل ، أي ولو شاء الله لدمّر على المنافقين واذهبهما منهم عقوبة على نفاقهم كما ختم مثله في الآية الاولى.
بل ربما يؤيّده ما في تفسير الامام عليهالسلام على ما يأتي ، حيث قال : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ) حتى لا يتهيأ لهم الاحتراز من أن تقف على كفرهم أنت وأصحابك المؤمنون ، وتوجب قتلهم.
والباء للتعدية وفيها معنى الاستمساك والمصاحبة على ما مرّت اليه الإشارة من الفرق بين التعديتين في قوله : (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ) وفي قراءة ابن أبي عبلة : لأذهب بأسماعهم ، فتكون زائدة بناء على عدم الجمع بين أداتي تعدية واختصاص الزيادة بالباء حينئذ لسبق الهمزة وشيوع التعدية بها ، مع احتمال عدم الزيادة للمنع من عدم الجمع مع أن للهمزة معان أخر.
التشاجر في (القدير)
(إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) إشارة إلى عموم قدرته ونفوذ أمره التكويني في كل شيء بما شاء متى شاء وكيف شاء ، والشيء في الأصل بمعنى أراد مصدر
__________________
(١) الأنبياء : ١٧.
(٢) الزمر : ٤.