الأدلّة على كروية الأرض
والفرق على ما صرّح به غير واحد منهم مبنيّ على القول بكروية الأرض ومن هنا يصحّ نسبته إلى كلّ من قال بالتفصيل وهم المعظم لو لم نقل إنّ عليه الإجماع ، وقال العلّامة في «التذكرة» إنّ الأرض كرة فجاز أن يظهر الهلال في بلد ولا يظهر في آخر لأنّ حدبة الأرض مانعة لرؤيته ، وقد رصد ذلك أهل المعرفة وشوهد بالعيان خفاء بعض الكواكب الغربيّة لمن جدّ في السّير نحو المشرق وبالعكس.
وقال ولده فخر المحقّقين في الإيضاح مبنى هذه المسألة على أنّ الأرض هل هي كرويّة أو مسطّحه والأقرب الأوّل ثمّ استدلّ بدلالة إرصاد الكسوفات على الإختلاف في الطلوع والغروب باختلاف الأبعاد وغير ذلك (١) على ما مرّ.
وتبعهم على ذلك اكثر المتأخّرين ولذا فصّلوا في المسألة المتقدّمة بين البلاد المتقاربة وغيرها بل جلّ القائلين بنفي الفصل أو كلّهم قائلون بالكرويّة ايضا ، وانّما لم يقولوا بالتفصيل لما أشار اليه العلّامة في «المنتهى» وتبعه غيره من أنّ المعمور من الأرض قدر يسير وهو الربع ولا امتداد به عند السّماء.
ومن الغريب بعد ذلك كلّه ما في الحدائق حيث أنكر الكروية قال : وممّا يبطل القول بها أنّهم جعلوا من فروع ذلك أن يكون يوم واحد خميسا عند قوم وجمعة عند آخرين وسبتا عند قوم ، وهكذا ممّا تردّه الاخبار المستفيضة.
__________________
(١) إيضاح الفوائد ج ١ ص ٢٥٤.