الأوساط مثلا عند انتصاف اللّيل وأهل المشرق بعده وأهل المغرب قبله.
وأمّا الاخبار المتضمّنة لخصوص الأزمنة وما فيها من الأعمال فلا بدّ من اعتبارها بحسب الآفاق والأمكنة فكلّ دورة تامّة للشّمس فهي يوم من الأيّام بليلة في جميع الآفاق غاية الأمر أنّ الشّمس في كلّ جزء من الدّورة تكون مسامتة لجزء من الأرض مقاطرة لما يقابله مشرّقة ومغرّبة لمنتصف الجزئين من الطّرفين فيتحقّق في كلّ آن من الآنات الزوال ونصف اللّيل والطلوع والغروب وكذا ما بينها من الأحوال والأوضاع وان كان أكثر تلك الأماكن غير عامرة بل غامرة.
وبالجملة لا ريب في كون الأوضاع المذكورة إضافيّة مختلفة باختلاف الآفاق لا حقيقيّة محضة ، ولذا أوردوا على أخبار ركود الشمس عند الزّوال في غير يوم الجمعة بأنّها في كلّ آن في نصف النّهار لقوم فيلزم سكون الشمس دائما ثمّ لم يجيبوا عنه بالمنع من ذلك بل أجاب المجلسي وغيره من ذلك باحتمال أن يكون المراد نصف نهار موضع خاصّ كمكة أو المدينة أو قبّة الأرض.
وبالجملة فكروية الأرض عند أهل الصّناعة بيّنة واضحة ، والشواهد الرياضيّة الحسيّة عليها متكاثرة متظافرة ، ومنشأ الإشكال فيها إنّما هو الجهل بها أو الغفلة عنها هذا هو الكلام في استدارتها.
سكون الأرض وحركتها
وأمّا سكونها في الوسط فالاستدلال عليه بالآية وإن كان ضعيفا في الغاية على ما مرّت إليه الإشارة إلّا أنّ الأدلّة السمعية بل الرياضيّة عليه كثيرة وكانّ عليه إطباق الأمم إلّا أنّه قد حدث بين حكماء الأندلس وغيرهم من أهل الإفرنج القول بحركتها وسكون السّموات بل نفيها وسكون الأجرام المنيرة من الشمس والقمر وغيرهما من السيّارات والثوابت إمّا بالنّسبة إلى الحركة الدّورية الأرضيّة كما في