وما أشبه ذلك والمطر الّذي من البحر المالح عقيم لا ينبت به شيء فالتوفيق بنحو ما سمعت هذه عبارته رحمهالله.
وقد ظهر منه وجه آخر في تنويع المطر الّا أنّ ما ذكره من تكوّن الحيتان الصّغار في كرة البخار لا يخلو من تأمّل ، وليس في الخبر دلالة عليه أصلا بل هو كالصّريح في خلافه فلاحظ ، وينبغي التأمل أيضا فيما ذكره من نسبة التلقيح إلى الأول والعقم إلى الثاني.
الثمرات من الماء
(فَأَخْرَجَ بِهِ) بالماء النازل بأمره التكويني وان كان ذلك شرعة له في تسبيحه وعبادته (مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ) استنتاج لما سخّر له القوى الفاعليّة العلويّة والمواد القابلة السّفليّة إتماما لنعمته ونشرا لآثار رحمته ، ولذا عطف الجملة بالفاء الدّالة على الترتيب الاتصالي مع ما فيها من الإشعار على أنّه ليس لترتب الآثار على ما جعلها أسبابا تامّة حالة منتظرة وخروج الثّمار وان كان بقدرته ومشيّته سبحانه إلّا أنّه تعالى جعل لكلّ شيء سببا أبى الله أن يجري الأمور إلّا بأسبابها والأسباب لا بدّ من اتّصالها بمسبّباتها فجعل فيما سخّره لمصالح عباده من السموات والأرض والشمس والقمر والنجوم وغيرها قوى فاعلة وقابلة يتولّد من اجتماعهما ونزول الماء الّذي هو كالنطفة للحيوان أو كالغذاء للبذور الملقاة في أرض القابليّة أنواع الثّمار في جميع الأقطار من النجوم والأشجار (يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ) ، ويفضّل بعضها على بعض في الاكل لاختلاف قابليّاتها واستعداداتها المجعولة ومقادير قواها والمشخّصات المنضمّة إليها بما أودع الله فيها من الطبائع والمنافع وغير ذلك من الودائع وان كان سبحانه قادرا على أن يوجد الأشياء كلّها بلا